نسخها بآية السيف ، وعلى هذا يكون الحكم حكم الدنيا بأن أمر بقتالهم.
ذكر الآية الثانية :
قوله تعالى : (إِنِّي أَخافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ) [الزمر : ١٣]. قد ادّعى قوم نسخها بقوله : (لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ) [الفتح : ٢] وقد منعنا ذلك في ذكر نظيرتها في الأنعام.
ذكر الآية الثالثة :
قوله تعالى : (فَاعْبُدُوا ما شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ) [الزمر : ١٥].
ليس هذا بأمر وإنما هو تهديد ، وهو محكم فهو كقوله : (اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ) وقد زعم بعض من لا فهم له أنه منسوخ بآية السيف وإنما قال هذا ، لأنه ظن أنه أمر ، وهذا ظن فاسد وخيال رديء.
ذكر الآية الرابعة والخامسة :
قوله تعالى : (قُلْ يا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلى مَكانَتِكُمْ إِنِّي عامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذابٌ مُقِيمٌ) [الزمر : ٣٩ ، ٤٠] زعم بعض المفسرين أنهما نسختا بآية السيف ، وإذا كان معناهما التهديد والوعيد ، فلا وجه للنسخ.
ذكر الآية السادسة :
قوله تعالى : (فَمَنِ اهْتَدى فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّما يَضِلُّ عَلَيْها وَما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ) [الزمر : ٤١] قد زعم قوم : أنها منسوخة بآية السيف ، وقد سبق كلامنا في هذا الجنس أنه ليس بمنسوخ.
ذكر الآية السابعة :
قوله تعالى : (قُلِ اللهُمَّ فاطِرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ عالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبادِكَ فِي ما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ) [الزمر : ٤٦].
زعم بعض ناقلي التفسير أن معناه نسخ بآية السيف ، وليس هذا بصحيح ؛ لأن حكم الله بين عباده في الدنيا بإظهار حجج المحقين وإبطال شبه الملحدين ، وفي الآخرة بإدخال هؤلاء الجنة وهؤلاء النار ، وهذا لا ينافي قتالهم.