عبد الصمد ، قال : حدّثنا همام قال : حدّثنا إسحاق ، عن أنس رضي الله عنه ؛ أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم بعث حراما خاله في سبعين رجلا ، فقتلوا يوم بئر معونة. فأنزل علينا فكان مما نقرأ ، فنسخ ؛ «أن بلغوا قومنا إنا لقينا ربنا فرضي عنا وأرضانا». انفرد بإخراجه البخاري.
فصل
ومما نسخ رسمه واختلف في بقاء حكمه.
[١٤] (١) ـ أخبرنا المبارك بن علي قال : أخبرنا أبو العباس بن قريش ، قال : أخبرنا أبو إسحاق البرمكي ، قال : أخبرنا محمد بن إسماعيل الوراق قال : أبنا ابن أبي داود ، قال : حدّثنا عبد الله بن سعد قال : حدّثني عمر ، قال : حدّثني أبي ، عن محمد بن إسحاق قال : حدّثني عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو ، عن عمرة بنت عبد الرحمن ، عن عائشة ، رضي الله عنها ، قالت : «لقد نزلت آية الرّجم ورضعات الكبير عشرا ، وكانت في ورقة تحت سرير في بيتي ، فلما اشتكى رسول الله صلىاللهعليهوسلم تشاغلنا بأمره ، فدخلت دويبة لنا فأكلتها» تعني الشاة.
قال ابن أبي داود : حدّثنا أبو الطاهر ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : أخبرني مالك ، عن عبد الله بن أبي بكر ، عن عمرة ، عن عائشة قالت : كان فيما أنزل من القرآن عشر رضعات معلومات يحرمن ، ثم نسخت بخمس رضعات معلومات ، فتوفي رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وهي مما يقرأ من القرآن (٢).
__________________
(١) أخرجه أحمد (٥ / ٢٦٩) وابن ماجة (١٩٤٤) والدارقطني (٤ / ١٧٩) من طريق : محمد بن إسحاق به.
وإسناده حسن ، صرّح ابن إسحاق فيه بالتحديث.
والخبر حسّنه المحدث الألباني في «صحيح سنن ابن ماجة» (١٥٨٠).
وقد أنكر هذا الخبر السرخسي في «أصوله» (٢ / ٧٩ ـ ٨٠) فقال : «وحديث عائشة لا يكاد يصح ..».
وكذا القرطبي في تفسيره (١٤ / ١١٣) حيث قال : «وأما ما يحكى من أن تلك الزيادة كانت في صحيفة في بيت عائشة ، فأكلتها الداجن ؛ فمن تأليف الملاحدة والروافض»!.
وما ادّعاه صاحب «الحقائق» ونقله عن القزويني! أن ذلك لم يرد في كتب الشيعة ، ولا رواه أحد من علمائهم ، أو رد عليه .. منقوض بما ذكره الطوسي في «التبيان» في مقدمته (١ / ١٣) وقال : إن هذا من باب نسخ التلاوة والحكم معا.
وانظر «تأويل مختلف الحديث» لابن قتيبة (ص ٣٧٢ ـ وما بعدها) ـ طبع المكتب الإسلامي ـ و «حاشية السندي على سنن ابن ماجة» (١ / ٥٩٩) وتأمل في الحديث الذي بعده.
(٢) أخرجه مالك في «الموطأ» (٢ / ١١٦) ـ ٣٠ ـ كتاب الرضاع (٣) باب جامع ما جاء في الرضاعة.