ولما توفي شيخه ابن الزاغوني سنة سبع وعشرين وخمسمائة كان قد احتلم ؛ فطلب حلقة شيخه فلم يعطها لصغر سنه ، وأخذها أبو علي الراذاني ، فحضر ابن الجوزي بين يدي الوزير ، وأورد فصلا في المواعظ ، فأذن له في الجلوس في جامع المنصور.
قال ابن الجوزي : «فتكلمت فيه ، فحضر مجلسي أول يوم جماعة من أصحابنا الكبار من الفقهاء ، منهم عبد الواحد بن سيف ، وأبو علي القاضي ، وأبو بكر بن عيسى وابن قثامى ، وغيرهم. ثم تكلمت : في مسجد معروف وفي باب البصرة وبنهر المعسلي ، فاتصلت المجالس ، وقوي الزحام ، وقوي اشتغالي بفنون العلوم».
ومن ذلك الوقت اشتهر أمر أبي الفرج ابن الجوزي ، وأخذ في التصنيف والجمع. وبورك له في عمره وعلمه ، فروى الكثير ، وسمع الناس منه أكثر من ستين سنة ، وحدث بمصنفاته مرارا ، وكانت أكثر علومه يستفيدها من الكتب.
ـ وفاته : توفي ابن الجوزي في الثالث عشر من شهر رمضان سنة سبع وتسعين وخمسمائة (٥٩٧).
مصادر الترجمة : «ذيل تاريخ بغداد» لابن الدبيثي (١٥ / ٢٣٨) و «سير أعلام النبلاء» (٢١ / ٣٦٥) و «العبر» (٤ / ٢٩٧) و «تذكرة الحفاظ» (٤ / ١٣٤٢) و «البداية والنهاية» (٨ / ٥٣١) و «ذيل طبقات الحنابلة» لابن رجب (١ / ٣٩٩) ومقدمة تحقيق «صيد الخاطر» للشيخ عامر علي ياسين ، ففيه بحث نفيس عن عقيدة المصنف فارجع إليه لزاما.