[٨٩] ـ أخبرنا المبارك بن علي ، قال : ابنا أحمد بن الحسين بن قريش ، قال : ابنا إبراهيم بن عمر البرمكي ، قال : ابنا محمد بن إسماعيل بن العباس ، قال : ابنا أبو بكر بن أبي داود ، قال : بنا محمد بن الحسين ، قال : بنا أحمد بن الفضل ، قال : بنا أسباط ، عن السدي ، (كَيْفَ يَهْدِي اللهُ قَوْماً كَفَرُوا) قال : نزلت في الحارث ثم أسلم فنسخها الله عزوجل فقال : (إِلَّا الَّذِينَ تابُوا مِنْ بَعْدِ ذلِكَ وَأَصْلَحُوا).
قلت : وقد بينا فيما تقدم أن الاستثناء ليس بنسخ وإنما هو مبين أن اللفظ الأول لم يرد به العموم وإنما المراد به من عاند ولم يرجع إلى الحق بعد وضوحه ، ويؤكد هذا أن الآيات خبر ، والنسخ لا يدخل على الأخبار بحال.
ذكر الآية السادسة :
قوله تعالى : (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ) [آل عمران : ٩٧].
قال السّدّي : هذا الكلام تضمّن وجوب الحجّ على جميع الخلق الغني والفقير والقادر والعاجز ، ثم نسخ في حق عادم الاستطاعة بقوله : (مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً) [آل عمران : ٩٧].
قلت : وهذا قول قبيح ، وإقدام بالرأي الذي لا يستند إلى معرفة اللغة العربية التي نزل بها القرآن على الحكم بنسخ القرآن ، وإنما الصحيح ما قاله النحويون كافة في هذه الآية ؛ فإنهم قالوا : «من» بدل من «الناس» وهذا بدل البعض ، كما يقول : ضربت زيدا برأسه ، فيصير تقدير الآية : ولله على من استطاع من الناس الحج أن يحج.
ذكر الآية السابعة :
قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقاتِهِ) [آل عمران : ١٠٢] اختلف العلماء هل هذا محكم أو منسوخ على قولين :
القول الأول : أنه منسوخ
[٩٠] ـ أخبرنا أبو بكر بن حبيب العامري ، قال : ابنا علي بن الفضل ، قال : ابنا ابن عبد الصمد ، قال : ابنا عبد الله بن حموية ، قال : ابنا إبراهيم بن حريم ، قال : ابنا عبد الحميد ، قال : بنا إبراهيم ، عن أبيه ، عن عكرمة (اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقاتِهِ) قال ابن عباس : فشق ذلك على المسلمين ، فأنزل الله عزوجل بعد ذلك (فَاتَّقُوا اللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ) [التغابن : ١٦].