الصلاة فى الماهية ، واختلاف اكرام العالم واكرام الفاسق فيها فكما انّ الاختلاف مجد فى اجتماع الامر والنهى اذا كان من قبيل الاوّل ، كذلك يجدى فيه اذا كان من قبيل الثانى غاية ما بينهما من الفرق هو اشتراك الماهيّتين فى عنوان جامع بينهما وهو «الاكرام فى الثانى» واختلافهما فى الجامع فى الاوّل.
كيف ولو كان الاضافة الى المتعلّق مكثرة للمضاف لكان النسبة بين قوله : «اكرم العلماء» و «لا تكرم الفساق» التباين ، فانّ وحدة الاضافة وتعدّدها مما يعتبر فى ثبوت التناقض وعدمه ، وعلى تقدير عدم تأثير اختلافها فى اختلاف المحمول لم يكن فائدة فى اشتراط وحدتها للتناقض.
فدعوى كون الصلاة فى المكان المغصوب فعلين بوجود واحد بخلاف «اكرام العالم الفاسق» لا وجه لها كما لا وجه للنقض بالسواد العارض للجسم الواحد المتّصف بالعناوين المتعدّدة ، فان المقصود بالنقض ان كان اثبات اتحاد «اكرام العالم» و «اكرام الفاسق» من حيث الذات كاتحاد ذات السواد المضاف الى شيء واحد ذى العناوين فمسلّم ، ولكنه لا يفيد اتّحاد المامور به والمنهى عنه لانّ متعلق الامر والنهى ليس هو ذات الاكرام مع قطع النظر عن الاضافة ، لانّها بملاحظة الاضافة الى العالم تعلق الامر وبملاحظة الاضافة الى الفاسق تعلّق به النهى ، فمتعلق الامر والنهى حقيقة يحصل الاضافتين ولا شبهة فى اختلافهما ذاتا ، وان كان المقصود اثبات اتحاد الاضافتين بحسب المفهوم.
فالنقض ليس فى محله لانّ اضافة السواد الى الجسم بملاحظة بعض ما