غير عذر عد) في العرف (عاصيا وذلك) اي كونه عاصيا(معلوم من العرف ولو لا افادته الفور لم يعد من العصاة واجيب عنه بان ذلك) اي كون الامر للفور في المثال (انما يفهم بالقرينة لان العادة قاضية بان طلب السقي) من المولى (انما يكون عند الحاجة اليه) اي الى السقي (عاجلا) ومحل النزاع ما تكون الصيغة فيه مجردة عن القرينة هنا حاجة المولى الى السقي (الثاني انه تعالى ذم ابليس على ترك السجود لآدم بقوله ما منعك ألا تسجد اذا امرتك) والمراد من الامر اسجدوا فى قوله تعالى (وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ) وحينئذ فلا يراد ان الكلام في الصيغة لا في «ا ـ م ـ ر» (ولو لم يكن الامر) في الآية(للفور لم يتوجه عليه) اي على الشيطان «لع» (الذم) من الله سبحانه وتعالى (ولكان له) اي للشيطان (ان يقول) لله تعالى (انك لم تأمرني بالبدار) والسرعة(وسوف اسجد والجواب ان الذم) في الآية(باعتبار كون الامر مقيدا بوقت معين) فليس بمطلق والنزاع انما فيه (ولم يأت) الابليس (بالفعل فيه) أي في الوقت المعين (والدليل على التقييد قوله تعالى (فَإِذا سَوَّيْتُهُ) أى الادم (وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ ساجِدِينَ) وتوضيحه ان السجود المأمور به في الآية الشريفة ليس من قبيل الواجب الفوري اخّر عن زمان الفور بل من قبيل الواجب الموقت فات وقته وذم ابليس على ترك السجود لتفويت السجود في وقته لا على تأخيره عن زمان الفور والدليل على كونه من قبيل الموقت هو الفاء في قوله تعالى (فَقَعُوا لَهُ ساجِدِينَ) لانها وقعت بعد كلمة اذا في قوله تعالى اذا (نَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي) وقد افادت توقيت مدخولها بوقت حصول مدخول اذا كقولك اذا غربت الشمس فصل