(فصل ولا بد لكل علم ان يكون باحثا عن امور) هي (لاحقة لغيرها) اي لغير الامور(وتسمى تلك الامور) اللاحقة للغير ويبحث عنها(مسائله) اي مسائل العلم (وذلك الغير) الذي كان ملحقا به (موضوعه) اي موضوع ذلك العلم (ولا بد له) اي لا بد لكل علم (من مقدمات يتوقف الاستدلال) اي استدلال المسائل (عليها) اي على تلك المقدمات (و) لا بد في كل علم ايضا(من تصورات الموضوع واجزائه وجزئياته) اي اجزاء ذلك الموضوع وجزئيات ذلك الموضوع (ويسمى مجموع ذلك) اي مجموع التصورات والمقدمات (بالمبادئ) اعلم ان المبادي اما تصورية واما تصديقية ولكل منهما خاصة وعامة فالمبادئ التصورية هي الحدود والرسوم وخاصتها فصولها واعراضها الخاصة وعامتها اجناسها واعراضها العامة والمبادي التصديقية هي القضايا المؤلفة منها الاقيسة وغيرها وخاصتها مثل القضايا التي لها خصوصيات اما بنحو العلية فيتحقق البرهان اللمي واما بنحو المعلولية فيتحقق الإنّي فمثال الاول هذا متعفن الاخلاط وكل متعفن الاخلاط محموم فهذا محموم ومثال الثاني هذا محموم وكل محموم متعفن الاخلاط فهذا متعفن الاخلاط وعامتها بخلافها مثل ان النقيضين لا يجتمعان ولا يرتفعان والمراد من المبادي هنا هو الاعم من التصورية والتصديقية(و) اذا عرفت ما ذكرناه فاعلم انه (لما كان البحث في علم الفقه عن الاحكام الخمسة اعني الوجوب والندب والاباحة والكراهة والحرمة) ويقال لهذه الخمسة الاحكام التكليفية(وعن الصحة والبطلان) ويقال لهما الاحكام الوضعية