(اصل) اذا تعارض العموم والمفهوم ففي تقديم المفهوم عليه وعدمه خلاف وقبل الخوض في المسألة لا بد من مقدمة وهي ان المفهوم ينقسم الى المفهوم الموافق والمفهوم المخالف والمراد بالاول هو ما توافق المفهوم والمنطوق في الايجاب والسلب وهو تارة يكون بالاولويّة واخرى بالمساواة ويعبّر عنه تارة بلحن الخطاب ايضا. كما ان المراد بالثاني هو ما تخالف المفهوم والمنطوق في ذلك وسيجىء امثلته ، اذا عرفت ذلك فاعلم انه (لا ريب في جواز تخصيص العام بمفهوم الموافقة) مثل اضرب القوم ولا تقل لأبيك اف وكان الأب من جملة القوم وهذا هو المفهوم الموافق بالأولوية واما المفهوم بالمساواة فهو يتحقق غالبا فيما اذا كانت علّة الحكم منصوصة وكان الحكم دائرا مدار العلة كما في قضية لا تشرب الخمر فانه مسكر فانها ظاهرة في ان موضوع الحرمة فيها هو المسكر وحرمة الخمر انّما هي من جهة انطباق العنوان عليه فيجري الحكم حينئذ الى كل مسكر ثم ان وجه تقدم المفهوم على العام سواء كان النسبة بين العام والمفهوم عموما من وجه كما في قولك لا تكرم الفسّاق واكرم خدام العلماء المتعارضين في العالم الفاسق او كان المفهوم اخص كما اذا قيل اكرم خدّام العالم الفاسق واضح اما الاول فلانّ المفهوم هنا قضية لبيّة لا يمكن التصرف فيها بنفسها بالتخصيص بل يتبع المنطوق فلا بد اما