المذكورة(فائدة) اختلفوا في اقل ما يطلق عليه صيغة الجمع فقيل ثلاثة وقيل اثنان وقيل بغير ذلك والنحاة فرقوا فقالوا اقل جمع الكثرة احد عشر واكثره ما فوق ذلك بالغا ما بلغ واقل جمع القلة ثلاثة واكثره عشرة ومحل الكلام انما هو في مصداق الجمع كلفظ رجال مقابل المفرد والمثنى لا في لفظ الجمع بمعنى الضم كما هو معناه لغة ثم لا يخفى انه لا فرق في ذلك بين المكسر والسالم وضمائرهما اذا عرفت ذلك فاعلم ان الحق هو القول الاول وبعبارة اخرى ان (اقل مراتب صيغة الجمع الثلاثة على الاصح وقيل اقلها) اي اقل مراتب صيغة الجمع (اثنان لنا انه يسبق الى الفهم عند اطلاق هذه الصيغة) اعني رجالا مثلا(بلا قرينة) وبعبارة اخرى ان المتبادر من صيغة الجمع هو (الزائد على الاثنين) يعني الثلاثة وما فوقها بلا تبادر الاثنين (وذلك) اي السبق والتبادر عند الاطلاق (دليل على انه) اي لفظ رجال مثلا(حقيقة في الزائد دونه) اي دون الاثنين وذلك (لما هو معلوم من ان علامة المجاز تبادر غيره) وحاصله انه لو قيل في الدار رجال لكان المتبادر هو الثلاثة فما فوقها لا الاثنان فاذا استعمل في الاثنين يكون مجازا والشاهد على المجازية تبادر غير هذا المعنى اي الثلاثة فما فوقها لانه من الواضحات اذا استعمل لفظ في المعنى وكان المتبادر من اللفظ عند اطلاقه هو غير هذا المستعمل فيه لكان اللفظ في هذا المستعمل فيه مجازا قطعا ويكون ذلك المتبادر معنى حقيقيا له فافهم.
(احتج المخالف) اي من قال بكون اقل الجمع اثنين (بوجوه الاول قوله تعالى (فَإِنْ كانَ لَهُ)) اي للميت ((إِخْوَةٌ)) (فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ) لان الاخوة تحجب الأمّ اي تمنع عن الثلث الى السدس (والمراد به) اي من قوله تعالى اي من الاخوة(ما) اي معنى هو (يتناول الاخوين) وما