آخر كما في سائر الهيئات الفعلية والاسماء المشتقة والدليل على ذلك تبادر المعنى الهيئي من نفس الهيئات اذا طرأت على المواد المهملة كما في جسق وجاسق ومجسوق وعلى ذلك كله فاسم الجنس موضوع للماهية الكلية لا بشرط شيء مما يعرض عليها من القيود والمراد بالماهية مدلول جوهر اللفظ مع قطع النظر عن اللواحق وبعبارة اخرى ان الماهية المدلول عليها باسم الجنس جنس واللفظ المذكور اعني رجلا مثلا هو اسم جنس كما قال به المحققون من اهل العربية كالازهري ونجم الائمة والتفتازانى فما عن البعض من وضع اسم الجنس للفرد المنتشر خلاف مقتضى تبادر نفس جنس من اللفظ المجرد او الداخل عليه اللام أو لاء النافية للجنس فالنكرة تدل على الفرد المنتشر لكن هذه الدلالة ليست لوضعها له بوضع واحد جديد بل انما هي لوضع مفرداته من اللفظ الدال على الجنس والتنوين الدال على فرد منه من باب تعدد الدال والمدلول فمعنى وضع النكرة للفرد المنتشر هو ان دلالته عليه وضعية لا ان لها وضعا جديدا والفرق بين اسم الجنس وعلم الجنس هو ان المأخوذ في مقام الوضع في الاول هو الماهية من دون لحاظ شيء آخر كأسد بخلاف الثاني كاسامة فانه لوحظ فيه حضوره وتعينه في الذهن ولذا يعامل مع الاول معاملة النكرة وبالثاني معاملة المعرفة من وقوعه مبتدأ وموصوفا لشيء معرّف كاسامة المفترسة. وعلى هذا فالفرق بين المعرف بلام الجنس وعلم الجنس هو ان التعريف في الاول بالآلة وفي الثاني بالوضع كذا قيل والتحقيق ان المتبادر من لفظ اسد واسامة معنى واحد وهو الطبيعة بما هي وتعريف اسامة تعريف لفظي كالتأنيث اللفظي في نار وشمس وايضا قد يطلق الجمع المحلى باللام ويراد به العهد الخارجي كأكرم