قصّة : « يملأ الأرض عدلاً » انتهى بلفظه وحروفه (١) .
وقد أجاب العلماء بالحديث عن حديث أبي داوُد بوجوه :
منها : أنّها وهم ، و إنّما هي : ونظر إلى ابنه الحسين بالياء ، لأنّ الاُمّة مجمعة على أنّه من ولد الحسين ، وقد أوضح فساد أن يكون من ولد الحسن الحافظ الكنجي الشافعي ، وبسط القول في ذلك بما لا مزيد عليه في كتابه المسمّى بكتاب البيان في أخبار صاحب الزمان (٢) فراجعه .
ومنها : أن يكون من ولد الحسن من قبل الاُمّهات ، لأنّ أمّ الباقر محمّد بن علي السجّاد بنت الحسن السبط فيكون الحسن من آباء المهدي محمّد بن الحسن بن علي بن محمّد بن عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد الباقر .
ومنها : أنّ أبا داوُد لم يذكر الراوي بينه و بين هارون بن المغيرة فلعلّه ممّن يتعمّد التحريف كابن تيميّة .
ثمّ أقول : و إن عنى ابن تيميّة ما قاله عبد الغافر الفارسي (٣) وابن الجوزي (٤) وابن الأثير (٥) في ذكر عليّ : أنّ المهدي من ولد الحسن وأنّه منفرج الفخذين ، فليس فيه ابن علي ولا فيه من ولد الحسين بن علي ، والوجه فيه ما ذكره العلّامة الشيخ حسن العدوي الحمزاوي في مشارق
__________________
(١) سنن أبي داوُد ٤ : ١٠٨ / ٤٢٩٠ .
(٢) المطبوع ذيل كتاب كفاية الطالب : ٤٨٣ ، وذيل كتاب إلزام الناصب ٢ : ٢٣ . فراجعه .
(٣) النيسابوري الشافعي ، أبو الحسن أو أبو الحسين ، حفيد الشيخ أبي القاسم القشيري والراوي عنه ، توفّي سنة ٥٢٩ ه ، من تصانيفه مجمع الغرائب في غريب الحديث . مرآة الجنان ٣ : ٢٥٦ ، شذرات الذهب ٤ : ٢٩٣.
(٤) غريب الحديث لابن الجوزي ١ : ٤٤٩ .
(٥) النهاية في غريب الحديث والأثر ٢ : ٣٢٥ .