نعم في بعض الكتب التي ألّفوها في كيفيّة زيارة النبيّ صلىاللهعليهوآله وأئمّتهم زيارة يزار بها الحجّة في السرداب وليس فيها دلالة ولا إشارة إلى ما نسبوه إلى الشيعة ، ونحن إذا نسبنا إلى علماء أهل السنّة شيئاً من فتوى أو حديث أو معتقد ذكرنا كتابه وموضعه ومؤلّفه وترجمته ، فمقتضى الإنصاف أن يعاملوا معنا في هذه المقامات كذلك .
الثالث : أنّهم ذكروا بعد ذلك : أنّه بعد دخوله في السرداب وغيبته باق فيه إلى الآن ، وأنّه معتقد الإماميّة كما تقدّم عن الذهبي وابن خلكان ، قال : وهذا أيضاً كذب محض وافتراء بيّن لم يذكره أحد من مؤلِّفي الإماميّة في كتاب له من القدماء والمتأخّرين ، فإن كانوا صادقين في هذه النسبة فليذكروا موضعاً واحداً ذكر فيه ما نسبوه إليهم ، مع أنّ في كثير من أحاديثهم وقصصهم ما يبيّن كذبه ، فإنّهم رووا واعتقدوا أنّ المهدي يحضر الموسم في كلّ سنة (١) ، ورآه جماعة كثيرة تزيد على سبعين في أيّام غيبته الصغرى التي كان له فيها نوّاب مخصوصة ، يخرج إليهم التوقيعات ابتداءً وجواب المسائل التي كانوا يسألونها بتوسط النوّاب ، وكلّهم رأوه في غير السرداب بل غير سامراء إلّا قليلاً منهم رأوه في سامراء ، ورووا بأسانيد متعدّدة عن إبراهيم بن مهزيار أنّه وصل إلى خدمته ، وتشرّف بلقائه في صحراء الطائف ، وقال عليهالسلام في طي كلامه معه : « إنّ أبي عهد إلي أن لا اُوطن من الأرض إلّا أخفاها وأقصاها ، إسراراً لأمري ، وتحصيناً لمحلّي من مكائد أهل الضلالة والمردة من أحداث الاُمم الضوال ، فنبذني إلى عالية الرمال » ..
__________________
(١) كمال الدين وتمام النعمة : ٤٤٠ / ٨ .