إلى أن قال : « واعلم يا أبا إسحاق أنّه صلوات اللَّه عليه قال : يا بني إنّ اللَّه جلّ ثناؤه لم يكن ليخلي أطباق أرضه وأهل الجدّ في طاعته وعبادته بلا حجّة يستعلي بها ، و إمام يؤتمّ به و يقتدى بسبيل سننه ومنهاج قصده ، وأرجو يا بني أن تكون أحد من أعدّه اللَّه لنشر الحقّ ، وطي الباطل ، و إعلاء الدين ، و إطفاء الضلال ، فعليك بلزوم خوافي الأرض ، وتتبّع أقاصيها » (١) الحديث .
إلى أن قال : وعندهم زيارة يزورون بها المهدي عليهالسلام ، وفيها من أوصافه : ( الحاضر في الأمصار الغائب عن الأبصار ) وهي موجودة في جملة من خطبهم .
وقال الشيخ أبو جعفر الصدوق في كتاب العقائد عند عدّه الأئمّة الاثنى عشر : ثمّ محمّد بن الحسن الحجّة القائم بأمر اللَّه صاحب الزمان وخليفة الرحمن في أرضه الحاضر في الأمصار الغائب عن الأبصار صلوات اللَّه عليهم (٢) ، انتهى ..
إلى غير ذلك ممّا لا يحصى ، ومع ذلك كيف استحسن هؤلاء الأعلام هذا الكذب الواضح لأنفسهم ؟ ! وهو مضافاً إلى حرمته ممّا يشين المرء و يذهب بماء الوجه و يوجب مقت الربّ .
الرابع : ما مرّ عن الذهبي وهو قوله : و يعترفون أنّه لم يره أحد أبداً (٣) .
__________________
(١) نفس المصدر : ٤٤٧ / ١٩ .
(٢) الاعتقادات في دين الإماميّة : ٩٣ ، وانظر الهداية للشيخ الصدوق قدس سره : ٣٠ ـ ٤٥ .
(٣) راجع ص : ١١٨ .