وقوله الآخر : فدخل السرداب وعدم (١) .
وهذا أيضاً كسابقه من الأكاذيب الواضحة ، فإنّ كلّ من تعرّض من علماء الإماميّة لذكر أحوال الحجّة عليهالسلام نصّ على أنّ في غيبته الصغرى وطولها سبعون سنة تقريباً كان يصل إلى خدمته الخواص ، وضبطوا أسامي من رآه عليهالسلام أو وقف على معجزته من غير خلاف بينهم ، وعقدوا له في مؤلّفاتهم في الغيبة باباً مخصوصاً ، بل أُ لِّف فيه بالانفراد رسائل معروفة .
هذا شيخ الشيعة أبو جعفر الكليني يقول في كتابه الحجّة من الكافي : باب في تسمية من رآه عليهالسلام . وأخرج فيه أخباراً كثيرة (٢) .
وهذا أبو عبد اللَّه محمّد بن محمّد بن النعمان المفيد يقول في كتابه الإرشاد : باب ذكر من رآى الإمام الثاني عشر ، وطرف من دلائله و بيّناته . وأخرج فيه جملة وافرة ممّا يتعلّق بالمقام (٣) .
وهكذا الشيخ أبو جعفر محمّد بن علي بن بابويه في كتاب كمال الدين (٤) .
وهكذا غيرهم من أعاظم المحدّثين وأكابر المؤلّفين ، بل جوّزوا الرؤية في غيبته الكبرى ، وعندهم قصص وحكايات معتبرة فيها تشرّفهم فيها بلقائه ووقوفهم على معجزة ظاهرة وكرامة باهرة منه عليهالسلام ، ثمّ نقل جملة من تلك الحكايات في لقائه .
ثمّ قال : لم أقصد من ذكر هذه الأحاديث الاحتجاج بها في إثبات
__________________
(١) تاريخ الاسلام ٢٠ : ١٦١ .
(٢) الكافي ١ : ٣٢٩ .
(٣) الإرشاد ٢ : ٣٥١ .
(٤) كمال الدين وتمام النعمة ٢ : ٤٣٤ باب من شاهد القائم .