دعوى على من أنكرها بل لمجرّد توضيح الكذب المذكور ، وما قبله من أنّه موجود محبوس في السرداب إلى يوم خروجه .
وبالجملة ليس في الإماميّة أحد اعترف بما نسبه إلى جميعهم وجعله من عقائدهم ، فإنّ أراد أحد الذبّ عن هؤلاء الكذّابين فليبيّن الموضع الذي اعترفوا فيه بما نسبوه إليهم .
الخامس : ما ذكره عن الشيعة ابن حجر في الصواعق : من أنّه توفّي أبوه بسرّ من رأى ، وتستّر هو بالمدينة ، وله غيبتان : صغرى منذ ولادته إلى انقطاع السفارة بينه و بين الشيعة ، وكبرى وفي آخرها يقوم ، وكان فقده يوم الجمعة سنة ست وتسعين ومائتين ، فلم يدر اين ذهب خاف على نفسه فغاب (١) ، انتهى .
قال : وفيه : مضافاً إلى الكذب الصريح ـ فإنّ أحداً من الإماميّة لم يذهب إلى أنّه عليهالسلام تستّر بالمدينة ولا يوجد ذلك في مؤلّفاتهم أبداً ـ تناقض عجيب ، فإنّ صريح كلامه أنّ آخر الغيبة الصغرى عندهم هو انقطاع السفارة بينه وبين شيعته ، واتّفقت الإماميّة من غير خلاف أنّ آخر السفراء ـ وهم أربعة ـ هو أبو الحسن عليّ بن محمّد السمري رحمهالله ، وأنّه توفّي في النصف من شعبان سنة تسع وعشرين وثلاثمائة ، فأوّل الغيبة الكبرى من نصف شعبان سنة تسع وعشرين وثلاثمائة لا من سنة ست وتسعين ومائتين فإنّها كانت أيّام سفارة أبي جعفر محمّد بن عثمان وتوفّي في آخر جمادى الاُولى سنة خمس وثلاثمائة وقد تولّى السفارة نحواً من خمسين سنة ، ثم قام بالأمر بعده أبو القاسم الحسين بن روح بن أبي بحر النوبختي إلى أن
__________________
(١) الصواعق المحرقة ٢ : ٢٨٢ .