توفّي سنة ست وعشرين وثلاثمائة . وقام بعده أبو الحسن السمري . فلا الفقد كان في المدينة ولا في السنة التي ذكرها ولم يقل به أحد من علماء الإماميّة فنسبتها إليهم كذب وافتراء .
السادس : الكذب العجيب الذي تكاد تنشق منه الأرض و يظلمّ الهواء وتحبس منه قطر السماء وهو نسبة أعاظمهم وعلمائهم إلى كافّة الإماميّة أنّهم يعتقدون أنّ المهدي عليهالسلام يخرج في آخر الزمان من السرداب بسرّ من رأى .
قال ابن خلكان : وهم ينتظرون خروجه آخر الزمان من السرداب بسرّ من رأى (١) ولا حاجة إلى نقل كلماتهم لأنّ هذه النسبة شائعة فيهم حتّى قال قائلهم على ما في الصواعق المحرقة لابن حجر قال : ولقد أحسن القائل :
ما آن للسرداب أن يلد الذي (٢) .......
إلى آخر الأبيات .
قال : فهذه كتب الإماميّة من قدمائهم ومتأخّريهم وأكابرهم وأصاغرهم من مطوّلاتها ومختصراتها عربيّها وعجميّها موجودة كثيرة مطبوعة شائعة .
نبئونا أي كتاب يوجد هذا المطلب فيه ، ومن ذكر أنّه عليهالسلام يخرج من السرداب ، ونحن كلّما تفحصّنا لم نجد للسرداب ذكراً في أحاديثهم إلّا ما أشرنا إليه ، فضلاً عن كونه برجاً يطلع منه هذا البدر المنير ، بل الموجود في أحاديثهم أنّ مطلعه من مكّة المشرّفة ، وساق أحاديث في ذلك .
__________________
(١) وفيات الأعيان ٤ : ٣١ / ٥٦٢ .
(٢) الصواعق المحرقة ٢ : ٤٨٣ .