وأنّ فيها مشهداً للمهدي (١) ، و إنّهم يجتمعون كما ذكر ابن تيميّة ..
وكذلك القرماني في تاريخه ذكر أنّهم يفعلون ذلك ببغداد كلّ يوم جمعة يأتون بفرس مشدودة و يقفون على باب السرداب و يدعون باسم المهدي (٢) ، إلى آخره .
وذكر زكريا القزويني في عجائب البلدان قال : كان عند باب السرداب الذي غاب فيه المهدي فرس أصفر ، سرجه ولجامه من ذهب إلى زمان السلطان سنجر بن ملك شاه ، فجاء يوم الجمعة للصلاة فقال : ما سبب وقوف هذا الفرس هنا ؟ قالوا : سيخرج من هذا الموضع خير الخلق و يركب عليه . فقال : لا يخرج منها خير منّي فركبه (٣) .
أقول : وفي هذه المناقضات شهادة على كذب الحكاية ، و بهذه الأكاذيب الواضحة صارت الشيعة يشنّعون على علماء السنّة أنّهم يكذبون و يفترون على الشيعة ، فكلّ ما ينسبون إلى الشيعة فهو من هذا القبيل ، فهم بيت الكذب لا كما قال المحمود الآلوسي مفتي الحنيفة ببغداد في المسائل اللاهورية : الشيعة بيت الكذب (٤) .
لكن الذي يهوّن الخطب و يرفع الوصمة عن أهل السنّة أنّ علماء السنّة نصّوا على قوّة كذب ابن تيميّة وكثرة افترائه ، قال العلّامة ابن حجر في الجوهر المنظم : وبرز له من قوّة الافتراء والكذب ما أعقبه الهوان وأوجب له الحرمان (٥) .
__________________
(١) رحلة ابن بطوطة ٢ : ٥٦ ، وقد تقدّمت عبارته راجع الهامش ٢ من ص : ٥١ .
(٢) أخبار الدول ١ : ٣٥٣ .
(٣) عجائب البلدان ( آثار البلاد وأخبار العباد ) : ٣٨٦ .
(٤) المسائل اللاهورية ( الأجوبة العراقيّة على الأسئلة اللاهوريّة ) : ١٥ و ٣٩ .
(٥) الجوهر المنظم ( الوهابية المتطرفة ١ : ) ٦٦ .