وليوال وليّه ، وليقتد بأهل بيتي من بعدي ، فإنّهم عترتي خلقوا من طينتي ، ورزقوا فهمي وعلمي ، فويل للمكذّبين بفضلهم من اُمّتي ، القاطعين فيهم صلتي ، لا أنالهم اللَّه شفاعتي » . أخرجه الطبراني في معجمه ، والسيوطي في الجوامع ، وعليّ المتّقي في كنز العمّال ، والسيد عليّ بن شهاب الدين الهمداني في مودّة القربى وروضة الفردوس ، والمحبّ الطبري في ذخائر العقبى ، وغيرهم (١).
وأيضاً هم من الأقطاب باتّفاق أهل الفضل من العرفاء كما تقدّم نصّهم على ذلك ، والقطب يعلم علم الأولين والآخرين ، قال أبو الحسن الشاذلي في علامات القطب : ومنها علم الإحاطة بكلّ علم ومعلوم .
قال البغوي في تفسير قوله تعالى : ( اهْدِنَا الصِّرَ طَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَ طَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ ) (٢) : قال أبو العالية : هم آل الرسول صلىاللهعليهوآله ، وأبو بكر ، وعمر (٣) .
أقول : فكيف صحّ لابن تيميّة أن يقول : لم يبلغوا في العلم مبلغ المجتهدين (٤) . و ينقص منهم بأنّ المقلِّد لهم أضعف تمسّكاً من المتمسّك بضعيف القياس ، فهل يبقى شكّ لمنصف في نصب ابن تيميّة فيهم وكفره بما ورد عن جدّهم فيهم ، وهل الكفر إلّا هذا ؟!
__________________
(١) المعجم الكبير ٥ : ١٩٤ / ٥٠٦٧ ، جمع الجوامع ( جامع الأحاديث ) ٧ : ٢٢٩ / ٢٢٠٩٢ ، كنز العمّال ١٢ : ١٠٣ / ٣٤١٩٨ ، حلية الأولياء ١ : ٨٦ ، فرائد السمطين ١ : ٥٣ ، تاريخ دمشق ٤٢ ، ٢٤٠ ، شرح النهج لابن أبي الحديد ٩ : ١٧٠ ، مجمع الزوائد ٩ : ١٠٨، ينابيع المودّة ١ : ٣٧٩ ـ ٣٨٠ و ٣٨٢ .
(٢) سورة الفاتحة ١ : ٦ ـ ٧ .
(٣) تفسير البغوي ١ : ١٥ .
(٤) منهاج السنّة النبوية ٣ : ٤٠١ ـ ٤٠٢ .