قال صلىاللهعليهوآله: « لا تقدِّموهم فتهلكوا ، ولا تقصِّروا عنهم فتهلكوا ، ولا تعلِّموهم فإنّهم أعلم منكم » أخرجه الطبراني وغيره (١) .
ومن كان كذلك يكون أماناً لهذه الاُمّة ، يُهدى بهم كما يُهتدى بنجوم السماء ، كما في حديث ابن عبّاس عن رسول اللَّه صلىاللهعليهوآله قال : قال رسول اللَّه صلىاللهعليهوآله : « النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق ، وأهل بيتي أمان لاُمّتي من الاختلاف ، فإذا خالفتهم قبيلة من العرب اختلفوا فصاروا حزب إبليس » (٢) .
وأيضاً فإنّ عندهم علم الأوليّن والآخرين ، وتقريب الاستدلال من ثلاث مقدّمات مسلّمات :
الاُولى : أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله كان عنده علم القرآن ظاهره وباطنه وتأويله وحقائقه ولطائفه و إشاراته وغيرها ، وهذه المقدّمة ضروريّة.
الثانية : أنّ في القرآن علم الأوّلين والآخرين لقوله تعالى : ( وَ كُلَّ شَىْءٍ أَحْصَيْنَهُ فِى إِمَامٍ مُّبِينٍ ) (٣) ، وقال تعالى : ( مَّا فَرَّطْنَا فِى الْكِتَبِ مِن شَىْءٍ ) (٤) ، وقال تعالى : ( وَ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَبَ تِبْيَنًا لِّكُلِّ شَىْءٍ ) (٥).
الثالثة : أنّهم ورثوا ذلك بقدرة اللَّه وصاروا مثل رسول اللَّه عندهم علم القرآن الذي كان عند رسول اللَّه ؛ لقوله : « من سرّه أن يحيى حياتي و يموت مماتي و يسكن جنّة عدن التي غرسها ربّي فليوال عليّاً من بعدي ،
__________________
(١) المعجم الكبير ٥ : ١٦٦ ـ ١٦٧ / ٤٩٧١، مجمع الزوائد ٩ : ١٦٣ ـ ١٦٤، كنز العمّال ١ : ١٨٨ / ٩٥٧ ـ ٩٥٨، الدر المنثور ٢ : ١٦٠ .
(٢) المستدرك للحاكم ٣ : ١٤٩ ، كنز العمّال ١٢ : ١٠١ ـ ١٠٢ / ٣٤١٨٩، سبهل الهدى والرشاد ١١ : ٦ ـ ٧ .
(٣) سورة يس ٣٦ : ١٢ .
(٤) سورة الأنعام ٦ : ٣٨ .
(٥) سورة النحل ١٦ : ٨٩ .