و يمنع من زيارة النبيّ صلىاللهعليهوآله و يجعله كغيره من الأموات (١) .
قال : ثمّ قال السيّد العلوي الحدّاد : والحاصل أنّ المحقّق عندنا من أقواله وأفعاله ما يوجب خروجه من القواعد الإسلاميّة ؛ لاستحلاله أموراً مجمعاً على تحريمها معلومة من الدين بالضرورة بلا تأويل سائغ ، مع تنقيصه الأنبياء والمرسلين والأولياء والصالحين ، وتنقيصهم تعمّداً كفر بالإجماع عند الأئمّة الأربعة (٢) ، انتهی .
وصنّف ابن عبد الوهاب رسالة سمّاها كشف الشبهات عن خالق الأرض والسماوات كفّر بها جميع المسلمين ، وزعم أنّ الناس كفّار منذ ستمائة سنة ، وحمل الآيات التي نزلت في الكفّار من قريش على أتقياء الاُمّة ..
وكان ممّن تبعه وقبل منه كلّ ما يقول محمّد بن سعود أمير الدرعيّة ، واتّخذه وسيلة لاتّساع الملك وانقياد الأعراب له ، فصار يدعوهم إلى الدين ، وأثبت في قلوبهم أنّ جميع من هو تحت السبع الطباق مشرك على الإطلاق ، ومن قتل مشركاً فله الجنّة ، فتابعوه وصارت نفوسهم بهذا الاعتقاد مطمئنّة ، وكان محمّد بن سعود يمتثل ما يأمره ، فإذا أمر بقتل إنسان أو أخذ ماله سارع إلى ذلك ، فكان محمّد بن عبد الوّهاب معهم كالنبي في اُمّته لا يتركون شيئاً ممّا يقوله ولا يفعلون شيئاً إلّا بأمره ، و يعظّمونه غاية التعظيم ، ويبجّلونه غاية التبجيل..
ومازال يطيعه حيّ بعد حيّ من أحياء العرب وقبائلها ، فاتّسع ملك محمّد بن سعود وملك أولاده بعده حتّى ملكوا جزيرة العرب ، وإذا أراد أن
__________________
(١) خلاصة الکلام في بیان أًمراء البلد الحرام : ٣١٢ .
(٢) مصباح الأنام وجلاء الظلام : ٦٥ ، وراجع خلاصة الکلام : ٣١٢ .