وروى ابن أبي شيبة عن جابر رضياللهعنه مثل ذلك . وروى مثله ابن عبد البرّ (١) عن ابن عبّاس رضي اللَّه عنهما ، رواه أبو نعيم في الحلية عن أنس (٢) ، ذكر ذلك كلّه الحافظ السيوطي في الجامع الكبير (٣) .
ومن الأحاديث الصحيحة التي جاء التصريح فيها بالتوسّل ما رواه الترمذي (٤) والنسائي (٥) والبيهقي (٦) والطبراني (٧) بإسناد صحيح عن عثمان ابن حنيف ـ وهو صحابي مشهور رضياللهعنه ـ أنّ رجلاً ضريراً أتى النبيّ صلىاللهعليهوآله فقال : ادع اللَّه أن يعافيني . فقال : « إن شئت دعوت و إن شئت صبرت وهو خير » قال : فادعه . فأمره أن يتوضّأ فليحسن وضوءه ويدعو بهذا الدعاء : « اللّهمّ إنّي أسألك وأتوجّه إليك بنبيّك نبيّ الرحمة ، يا محمّد إنّي أتوجّه بك إلى ربّي في حاجتي لتقضى ، اللّهمّ شفّعه فيّ » ، فعاد وقد أبصر .
وفي رواية قال ابن حنيف : فواللَّه ما تفرّقنا وطال بنا الحديث حتّى دخل علينا الرجل كأن لم يكن به ضرّ قط (٨) .
وخرّج هذا الحديث أيضاً البخاري في تاريخه (٩) ، وابن ماجة (١٠) ،
__________________
(١) الاستيعاب ٤ : ١٨٢ ـ ١٨٣ .
(٢) حلية الأولياء ٣ : ٢١٢ .
(٣) الجامع الكبير ٤ : ٤٢٠ / ١٢٥٣٩ ، وانظر الدرر السنيّة لزيني دحلان : ٩ . ، وصحّحوه عن أنس بن مالك رضياللهعنه .
(٤) صحيح الترمذي ٥ : ٢٢٩ / ٣٦٤٩ .
(٥) اليوم والليلة للنسائي ١ : ٤١٧ / ٦٥٩ ـ ٦٦٠ .
(٦) دلائل النبوّة ٦ : ١٦٦ ـ ١٦٧ ، وعنه المقريزي في إمتاع الأسماع ١١ : ٣٢٥ .
(٧) المعجم الكبير ٩ : ٣١ / ٢٨٣١١ ، والمعجم الصغير : ١٨٣ .
(٨) المستدرك للحاكم ١ ، ٥١٩ ، عمل اليوم والليلة لابن السنّي ١ : ٥٨١ / ٨٥٩٠ .
(٩) التاريخ الكبير ٦ : ٥٦ / ٨٢٦٣ .
(١٠) سنن ابن ماجة ١ : ٤٤١ / ١٣٨٥ .