قال : قال رسول اللَّه صلىاللهعليهوآله : « لمّا اقترف آدم الخطيئة قال : يا ربّ أسألك بحقّ محمّد إلّا ما غفرت لي ، فقال اللَّه تعالى : يا آدم كيف عرفت محمّداً ولم أخلقه ، قال : يا ربّ أنّك لمّا خلقتني رفعت رأسي فرأيت على قوائم العرش مكتوباً : لا إله إلّا اللَّه محمّد رسول اللَّه فعلمت أنّك لم تضف إلى اسمك إلّا أحبّ الخلق إليك ، فقال اللَّه تعالى : صدقت يا آدم إنّه لأحبّ الخلق إليّ وإذ سألتني بحقّه فقد غفرت لك ، ولولا محمّد ما خلقتك » (١) .
ورواه أيضاً الحاكم وصحّحه (٢) ، والطبراني وزاد فيه : « وهو آخر الأنبياء من ذريّتك » (٣) .
و إلى هذا التوسّل أشار الإمام مالك رحمهالله للخليفة الثاني من بني العبّاس وهو المنصور جدّ الخلفاء العبّاسيين ، وذلك أنّه لمّا حجّ المنصور المذكور وزار قبر النبيّ صلىاللهعليهوآله سأل الإمام مالكاً وهو بالمسجد النبوي وقال له : يا أبا عبد اللَّه ، أستقبل القبلة وأدعوا أم أستقبل رسول اللَّه ؟ فقال مالك : ولمَ تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم إلى اللَّه تعالى بل
__________________
(١) دلائل النبوّة ٥ : ٤٨٩ .
(٢) المستدرك ٢ : ٦١٥ . قال : هذا حديث صحيح الإسناد . ونقله الذهبي في التخليص إلّا أنّه قال في عبد اللَّه بن مسلم الفهري : لا أدري من ذا !
(٣) المعجم الصغير ٢ : ٨٢ ، وفيه : « وهو آخر النبين من ذرّيتك وأنّ اُمّته آخر الاُمم من ذريّتك ولو لاه يا آدم ما خلقتك » ، المعجم الأوسط ٧ : ٢٥٩ / ٦٤٩٨ ، وفيه : « أنّه آخر النبيين من ذريّتك وأنّ اُمّته آخر الاُمم من ذريّتك ولو لا هؤلاء يا آدم ما خلقتك » . وفي مجمع البيان ١ : ٨٩ : ١ رواية تختصّ بأهل البيت أنّ آدم رأى مكتوباً بأعلى العرش أسماء والأسماء : محمّد ، وعلي ، وفاطمة ، والحسن والحسين ، فتوسّل آدم إلى ربّه بهم . وهذا يشهد بتحريف ما في الأوسط ؛ لأنّ فيه : « ولو لا هؤلاء .. . » فإنّ كلمة هؤلاء تدلّ على الجمع مع أنّ المذكور هو محمّد صلىاللهعليهوآله فقط ، وكذلك « الكلمات » في الآية الكريمة .