الحديث بذلك عن أحمد بن حنبل قال : سمعت من الشافعي أنّ الأحاديث الأربعين أراد بها النبيّ صلىاللهعليهوآله مناقب أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب وأهل بيته عليهمالسلام قال : قال أحمد بن حنبل : فخطر ببالي من أين صحّ عند الشافعي ؟ ! فرأيت النبيّ صلىاللهعليهوآله في النوم وهو يقول : « شككت في قول محمّد ابن إدريس الشافعي عن قولي : من حفظ من اُمّتي أربعين حديثاً في فضائل أهل بيتي كنت له شفيعاً يوم القيامة ، أما علمت أنّ فضائل أهل بيتي لا تحصى » (١) .
قال أبو الفتح بعد روايته للأربعين في أهل البيت : و إنّما ملت إلى تفضيلهم بعد أن تقدّمت مذاهب فحرّفتها ، وبان لي الحقيقة فعرفتها ، وتبيّنت الطريقة فسلكتها بالشواهد اللائحة ، والأخبار الصحيحة الواضحة ، ونبأت بها من الثقات وأهل الورع والديانات، وكذلك أدّيناها حسب ما رويناها، قال رسول اللَّه صلىاللهعليهوآله : « من كذّب عليّ متعمّداً فليتبوّأ مقعده من النار » (٢) .
أقول : فإذا عرفت أنّ رواياته في كتابه هذا كلّها عن الثقات وأهل الورع والديانات ، وهو الحافظ المجوّد ، فاعلم أنّه قال : الحديث الرابع : أخبرنا محمود بن محمّد الهروي ، قال : أخبرنا أبو عبد اللَّه محمّد بن أحمد ابن عبد اللَّه ، عن سعد بن عبد اللَّه ، عن عبد اللَّه بن جعفر الحميري ، قال : حدّثنا محمّد بن عيسى الأشعري ، عن أبي حفص أحمد بن نافع البصري ، قال : حدّثني أبي وكان خادماً للإمام أبي الحسن عليّ بن موسى الرضا ، قال : حدّثني أبي العبد الصالح موسى بن جعفر ، قال : حدّثني أبي جعفر الصادق قال : حدّثني أبي الباقر علم الأنبياء محمّد بن عليّ ، قال : حدّثني
__________________
(١) انظر ينابيع المودّة ٢ : ٢٧١ / ٧٧٢ ، وأعيان الشيعة ٣ : ٢٩٤ .
(٢) مسند أحمد ٢ : ٥١٩ ، صحيح البخاري ١ : ١١٧ الباب ٨١ ، صحيح مسلم ١ : ١٠ / ٣ و ٤ .