وقال القرماني في كتاب أخبار الدول : الفصل الحادي عشر في ذكر الخلف الصالح الإمام أبي القاسم محمّد بن الحسن العسكري رضياللهعنه ، وكان عمره عند وفاة أبيه خمس سنين آتاه اللَّه فيها الحكمة كما اُوتيها يحيى عليهالسلام ، إلى آخر ما ذكر (١) .
وأهل البيت عندهم المهدي مثل النبيّ صلىاللهعليهوآله في العصمة ، وكذلك عند عرفاء الصوفيّة كما صرّح به ابن عربي والشعراني وغيرهم ، قال اللَّه تعالى : ( قَالَ إِنِّى عَبْدُ اللَّهِ ءَاتَنِىَ الْكِتَبَ وَ جَعَلَنِى نَبِيًّا ) (٢) ، وقال : ( يَيَحْيَى خُذِ الْكِتَبَ بِقُوَّةٍ وَ ءَاتَيْنَهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا ) (٣) فإن صحّ أنّه المهدي الموعود فاللَّه كافله واللَّه ناصبه لهذا المقام كما نصب عيسى وأعطى يحيى الحكم حال الصبا آية له ، والمهدي أعظم آية من يحيى وعيسى كما في الروايات ، وعلمه مثل علم الأنبياء بالإلهام ، وله العصمة بالإجماع كما قرّروا ذلك في الفتوحات (٤) واليواقيت (٥) والإسعاف (٦) وكلّ كتب أهل المعرفة ، فلا يقاس بأحد من الناس في كلّ حالاته وأحواله .
قال نور الدين الجامي في شواهد النبوّة : ولمّا ولد محمّد بن الحسن العسكري المهدي المنتظر كان مقطوع السرّة مختوناً مكتوباً على ذراعه الأيمن : ( جَآءَ الْحَقُّ وَ زَهَقَ الْبَطِلُ إِنَّ الْبَطِلَ كَانَ زَهُوقًا ) (٧) .
__________________
(١) أخبار الدول ١ : ٣٥٣ .
(٢) سورة مريم ١٩ : ٣٠ .
(٣) سورة مريم ١٩ : ١٢ .
(٤) الفتوحات المكّية ٣ : ٣٣٥ ، ٣٢٨ .
(٥) اليواقيت والجواهر ٢ : ١٧٨ .
(٦) إسعاف الراغبين بسيرة المصطفى صلىاللهعليهوآله ( بهامش نور الأبصار ) : ١٥١ .
(٧) سورة الإسراء ١٧ : ٨١ .