صرّحوا كما تقدّم بأنّه يظهر لخواص الخواص ، ونقلوا عنه أخباراً وأحكاماً ، ونصّ الشيعة على أنّه كان له وكلاء ظاهرون في غيبته بأسمائهم وأنسابهم وأوطانهم يخبرون عنه بالكرامات وجواب المشكلات ، منهم : عثمان بن سعيد العمري (١) ، وابنه أبو جعفر محمّد بن عثمان الخلّاني (٢) ، وأبو القاسم ابن روح النوبختي (٣) ، وعلي بن محمّد السمري (٤) ، وقد ذكر نصر بن علي الجهضمي (٥) برواية رجال السنّة والجماعة حال هؤلاء الوكلاء وأسمائهم ، وأنّهم كانوا وكلاء المهدي (٦) ، ولقد لقى المهدي بعد ذلك خلق كثير من الشيعة وغيرهم ، وظهر لهم على يده من الدلائل ما ثبت عندهم أنّه هو المهدي الموعود ، وقد صنّفوا كتباً فيمن لقيه عليهالسلام واستفاد منه في الغيبة الصغرى والكبرى ، وقد كتب عنه من شيوخ أهل السنّة الحافظ البلاذري كما
__________________
(١) الثقة الجليل ، خدم الإمام الهادي عليهالسلام ، ثم صار وكيلاً للإمام العسكري عليهالسلام وللإمام الحجّة عليهالسلام ، توفّي سنة ٢٦٥ ه . تنقيح المقال ٢ : ٢٤٥ / ٧٧٨٢ .
(٢) أبو جعفر العمري ، كان وأبيه صاحبا المنزلة الجليلة عند الإمامية ، وقد تولّى الوكالة خمسين عاماً ، توفّي سنة ٣٠٥ ه . تنقيح المقال ٣ : ١٤٩ / ١١٠٥١ .
(٣) الحسين بن روح ، ثالث السفراء الأربعة للإمام المهدي عليهالسلام ، تولّى السفارة بعد وفاة محمّد بن عثمان العمري سنة ٣٠٥ ه . و بقي عليها إلى أن توفّي سنة ٣٢٦ ه تنقيح المقال ٢٢ : ٦٩ / ٦٠٩٩ .
(٤) الفقيه أبو الحسن البغدادي ، كان رابع السفراء للإمام المهدي عليهالسلام ، وبعد وفاته ـ سنة ٣٢٩ ه ـ كانت الغيبة الكبرى ، وكان من الأجلّاء والعظماء الذين وثّقهم الأئمّة وأمروا بالرجوع إليهم . تنقيح المقال ٢ : ٣٠٤ / ٨٤٧٦ .
(٥) نصر بن علي بن نصر بن علي أبو عمرو البصري ، من ثقات رجال العامة ، روى حديثاً في أهل البيت عليهمالسلام فأمر المتوكّل العباسي بضربه ألف سوط ، توفّي سنة ٢٥٠ ه . تاريخ بغداد ١٣ : ٢٨٧ / ٧٢٥٥ ، الأنساب ٢ : ١٩٤ / ٢٥١٤ ، الكنى والألقاب ٢ : ١٤٦ .
(٦) انظر تاريخ أهل البيت عليهمالسلام : ١٥٠ ـ ١٥١ ، الطرائف لابن طاووس قدس سره : ١٨٥ .