أقول : قد أعمى اللَّه ابن تيميّة عن معرفة ثمرة وجود الحجّة محمّد ابن الحسن المهدي ، فإنّ لوجوده الشريف نفعاً عاماً لجميع ما خلق اللَّه على وجه الأرض بنصّ رسول اللَّه صلىاللهعليهوآله ، لأنّ المهدي عليهالسلام هو الأمان لأهل الأرض من أهل البيت في هذه الأعصار ، ولأنّه الإمام الثاني عشر ، وقد قال النبيّ صلىاللهعليهوآله : « لا يزال هذا الدين قائماً إلى اثني عشر من قريش فإذا مضوا ساخت الأرض بأهلها » (١) وفي نسخة : « ماجت » (٢) ، أخرجه ابن بطّة العكبري (٣) في الإبانة (٤) ، وفي بعض طرقه : « ثمّ يكون الهرج » (٥) فكلّ حيّ في الأرض يتعيّش ببركة المهدي ولولاه لساخت الأرض بأهلها وقامت القيامة ، فأي نفع أعظم من هذا يا ابن تيميّة ؟ !
وهذا الشيخ ابن عربي يقول في باب ٣٨٣ : اعلم أنّ القطب يحفظ دائرة الوجود كلّه من عالم الكون و الفساد (٦) .
وأمّا قول ابن تيميّة : لا علّم ، إلى آخره .
فقد ذكر عبد الرحمن الصوفي في كتابه مرآة الأسرار (٧) الذي كتبه
__________________
(١) تقريب المعارف للحلبي : ٤١٧ ، إعلام الورى بأعلام الهدى للطبرسي ٢ : ١٦١ ، المناقب لابن شهر آشوب ١ : ٢٩٠ .
(٢) انظر مقتضب الأثر للجوهري : ٤ .
(٣) أبو عبد اللَّه عبيد اللَّه بن محمّد ابن بطّة العكبري ، من أهل عكبرى ، فقيه محدّث من الحنابلة ، توفّي سنة ٣٨٧ ه ، من مصنّفاته الإبانة . الأنساب للسمعاني ٤ : ١٩٦ / ٧٢٤٣ .
(٤) عنه في كشف الأستار للمحدّث النوري : ١٣٤ / ١٠ .
(٥) انظر جامع الأحاديث للسيوطي ٨ : ٣٣٦ / ٢٦٤٧١ ، كنز العمّال ١١ : ١٣٥ / ٣٠٩٢٩ ، تحفة الأحوذي ٦ : ٣٩١ .
(٦) الفتوحات المكّيّة ٣ : ٥٢٠ .
(٧) كذا في النسختين والصواب : مرآة مداري بدل : مرآة الأسرار . وهو كتاب ألّفه عبد الرحمن الصوفي في ترجمة حياة بديع الدين أحد الصوفيّة ، انظر المصادر .