قال : قلنا : الجواب أوّلاً : ما نقوله إنّا غير قاطعين على أنّ الإمام لا يصل إليه أحد ولا يلقاه بشر فهذا أمر غير معلوم ، ولا سبيل إلى القطع عليه ، إلى آخره .
وقال في الكتاب المذكور في جواب من قال : إذا كانت العلّة في استتاره خوفه من الظالمين واتّقاءه من المعاندين فهذه العلّة زائلة في أوليائه وشيعته ، فيجب أن يكون ظاهراً لهم ـ بعد كلام له ـ وقلنا أيضاً : إنّه غير ممتنع أن يكون الإمام يظهر لبعض أوليائه ممّن لا يخشى من جهته شيئاً من أسباب الخوف ، وأنّ هذا ممّا لا يمكن القطع على ارتفاعه وامتناعه ، و إنّما يعلم كلّ واحد من شيعته حال نفسه ولا سبيل له إلى العلم بحال غيره (١) .
وله في كتابه كتاب المقنع في الغيبة كلاماً يقرب من هذا (٢) .
وقال شيخ الشيعة محمّد بن الحسن الطوسي ـ الذي ذكره بهذا الوصف التاج السبكي في الطبقات الكبرى (٣) ـ في كتابه الغيبة في جواب ذلك السؤال ما لفظه : إنّا لانقطع على استتاره عن جميع أوليائه بل يجوز أن يبرز لأكثرهم ، ولا يعلم كلّ إنسان إلّا حال نفسه ، فإن كان ظاهراً له فعلّته مزاحة ، و إن لم يكن ظاهراً علم أنّه إنّما لم يظهر له لأمر يرجع إليه و إن لم يعلمه مفصّلاً لتقصير من جهته (٤) ، إلى آخره .
وقال السيّد جمال الدين عليّ بن موسى الطاووسي الحلّي النقيب المعروف في كتابه الطرائف : ولقد لقي المهدي عليهالسلام بعد ذلك خلق كثير من
__________________
(١) تنزيه الأنبياء : ٢٣٥
(٢) المقنع في الغيبة : ٥٥ .
(٣) طبقات الشافعيّة الكبرى ٤ : ١٢٦ / ٣١٥ .
(٤) كتاب الغيبة للشيخ الطوسي : ٩٩ ـ ١٠٠ .