الشيعة وغيرهم ، وظهر لهم على يده من الدلائل ما ثبت عندهم أنّه هو ، و إذا كان عليهالسلام الآن غير ظاهر لجميع الشيعة فلا يمتنع أن يكون جماعة منهم يلقونه و ينتفعون بمقالته وفعاله و يكتمونها ، كما جرى الأمر في جماعة من الأنبياء والأوصياء والملوك والأولياء حيث غابوا عن كثير من الاُمّة لمصالح دينية أوجبت ذلك (١) . انتهى .
وروى محمّد بن يعقوب الكليني شيخ الشيعة ، مجدّد طريقة أهل البيت في رأس المائة الثالثة ـ كما نصّ عليه ابن الأثير في جامع الاُصول (٢) ـ عن إسحاق بن عمّار ، قال : قال أبو عبد اللَّه الصادق جعفر بن محمّد : « للقائم غيبتان أحدهما صغيرة والاُخرى طويلة ، الغيبة الاُولى لا يعلم بمكانه فيها إلّا خاصّة من شيعته ، والاُخرى لا يعلم بمكانه فيها إلّا خاصّة مواليه » (٣) . انتهى .
قال المحدّث النوري : يظهر من هذا الحديث أنّ المخفي على الأنام والمحجوب عنهم مكانه ومستقرّه الذي يقيم فيه فلا يصل إليه أحد ولا يعرفه غيره ، فلا ينافي لقاءه ومشاهدته في الأماكن والمقامات التي قد مرّ ذكر بعضها ، وظهوره عند المضطر المستغيث به الملتجي إليه ، إلى آخر ما ذكره (٤) .
وقد رأيت له كتاباً سمّاه جنّة المأوى فيمن فاز بلقاء الحجّة
__________________
(١) الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف : ١٨٤ .
(٢) جامع الاُصول ١٢ : ٦٣ / ٨٨٤١ ، وقال في ص ٢٢٢ : وأبو جعفر محمّد بن يعقوب الرازي من الإماميّة.
(٣) الكافي ١ : ٣٤٠ / ١٩ .
(٤) جنّة المأوى في ذكر من فاز بلقاء الحجّة عليهالسلام : ١٦٥ ، وانظر بحار الأنوار ٥٣ : ٢٢٤ .