ثابت روته العترة الطيّبة الطاهرة (١) ، انتهى .
وأمّا ما كذّبه من حكاية أنّه كان أفضل أهل زمانه ، فقد نصّ عليه ابن الصبّاغ المالكي في آخر الفصل الحادي عشر ما لفظه : مناقب سيّدنا أبي محمّد الحسن بن عليّ العسكري دالّة على أنّه السري بن السري ، فلا يشكّ أحد في إمامته ولا يمتري ، واعلم أنّه متى بيعت مكرمة فسواه بايعها وهو المشتري ، واحد زمانه غير مدافع ، وشيخ وقته غير منازع ، وسيّد أهل عصره ، وإمام أهل دهره ، أقواله سديدة ، وأفعاله حميدة ، و إذا كان أفاضل زمنه قصيدة فهو بيت القصيدة ، و إن انتظموا عقداً كان مكان الواسطة الفريدة ، فارس العلوم الذي لا يجارى ، ومبين غوامضها فلا يجادل ولا يماري ، كاشف الحقائق ، ينظر بالصائب مظهر الدقائق بفكره الثاقب ، المحدّث في سرّه بالاُمور الخفيّات ، الكريم الأصل والذات ، تغمّده اللَّه برحمته (٢) .
لكن ابن تيميّة يمتري ولا يقرّ له ولا لآبائه بالفضل العليّ ، فاعرف مقام أئمّة أهل البيت عند كبار علماء السنّة حتّى يظهر لك نصب ابن تيميّة ، وقوّته على الكذب حتّى نفي عنه البلوغ في العلم مبلغ المجتهدين ، قال في صفحة ٨٩ من الجزء الثاني من منهاج الحشويّة ما لفظه بحروفه : القياس ولو أنّه ضعيف هو خير من تقليد من لم يبلغ في العلم مبلغ المجتهدين ، فإنّ كلّ من له علم و إنصاف يعلم أنّ مثل مالك والليث بن سعد والأوزاعي وأبي حنيفة والثوري وابن أبي ليلى ومثل الشافعي وأحمد و إسحاق وأبي عبيد
__________________
(١) انظر مرآة الزمان في تواريخ الأعيان١٥ : ٤١٨ ـ ٤١٩ ، وتذكرة الخواص : ٣٢٤ ، وحلية الأولياء ٣: ٢٠٤ .
(٢) الفصول المهمّة في معرفة الأئمّة : ٢٩٠ .