وأبي ثور أعلم وأفقه من العسكريين وأمثالهما (١) ، انتهى .
والظاهر أنّه يريد بأمثالهما موسى بن جعفر والرضا والجواد عليهمالسلام بقرينة ما ذكره فيهم ، وقد تقدّم نقله بلفظه وحروفه ، والقيام بحقّ أهل البيت يقتضي أن لا يقاسوا بأهل الرأي والقياس والاستحسان وخَدَمَة السلطان ، فإنّ الحافظ الذهبي قال : قال أبو حاتم : الثوري ليس محلّه محلّ المستمعين في الحديث ، كان يتكلّم بالرأي (٢) .
قال : والأوزاعي قال فيه أحمد بن حنبل : رأي ضعيف وحديث ضعيف (٣) .
وقال : تكلّم الناس في الزهري ، وخضب بالسواد ، ولبس زي الجند ، وخدم هشام بن عبد الملك (٤) .
وابن حنبل تكلّم فيه العلماء ، وليّنه في إبراهيم بن سعد (٥) .
وأمّا مالك فقال فيه أبو حامد الغزالي في المسلك الثالث من المنخول ما لفظه بحروفه : فأمّا مالك فقد استرسل على المصالح استرسالاً جرّه ذلك إلى قتل ثلث الاُ مّة لاستصلاح ثلثيها ، و إلى القتل والتعزير والضرب بمجرّد التهم ، إلى غير ذلك ممّا أومأنا إليه في أثناء الكتاب .
ثمّ قال : وأمّا أبو حنيفة فقد قلب الشريعة ظهراً لبطن ، وشوّش
__________________
(١) منهاج السنّة النبوية ٣ : ٤٠١ ـ ٤٠٢ .
(٢) الرواة الثقات المتكلّم فيهم للذهبي : ٤١ ، وانظر الجرح والتعديل لأبي حاتم ٢ : ٩٨ ، وفيه : المتّسعين بدل : المستمعين ، وميزان الاعتدال ١ : ٢٩ / ٨٠ .
(٣) الرواة الثقات المتكلّم فيهم للذهبي : ٢٥ ، وانظر تاريخ بغداد ١٣ : ٤٤٥ / ١٢٢ .
(٤) الرواة الثقات المتكلّم فيهم للذهبي : ٢٦ ، وانظر سير أعلام النبلاء ٧ : ١١٣ ، وتذكرة الحفّاظ ١ : ١٠٨.
(٥) الرواة الثقات المتكلّم فيهم للذهبي : ٥٦ ـ ٥٧ .