الحقّ ، وتحتمل بصائرهم الإيمان به في غيبته كما ينظر الإنسان إلى الشمس من تحت السحاب ولا يتضرّر بذلك .
السادس : أنّ الشمس قد تخرج من السحاب و ينظر إليها واحد دون واحد ، فكذلك يمكن أن يظهر في أيّام غيبته لبعض الخلق دون بعض كما حكاه غير واحد من المشايخ وأهل المعرفة .
السابع : أنّه كالشمس في عموم النفع و إنّما لا ينتفع به من كان أعمى كابن تيميّة وأمثاله .
الثامن : أنّ الشمس كما أنّ شعاعها يدخل البيوت بقدر ما فيها من الروازن والشبابيك و بقدر ما يرتفع عنها من الموانع ، فكذلك الخلق إنّما ينتفعون بأنوار المهدي وهدايته بقدر ما يرفعون الموانع عن حواسهم ومشاعرهم ـ التي هي روازن قلوبهم ـ من الشهوات النفسانيّة والعلائق الجسمانيّة ، و بقدر ما يدفعون عن قلوبهم من الغواشي الكثيفة الهيولائيّة إلى أن ينتهي الأمر إلى حيث يكون بمنزلة من هو تحت السماء يحيط به شعاع الشمس من جميع جوانبه بغير حجاب ، فقد فتحت لك من هذه الجنّة الروحانية ثمانية أبواب ، ولقد فتح اللَّه عليّ بفضله ثمانيّة اُخرى تضيق العبارة عن ذكرها (١) ، انتهى .
لكن ابن تيميّة قد أعماه اللَّه عن نور المهدي ( وَ مَن كَانَ فِى هَذِهِى أَعْمَى فَهُوَ فِى الْأَخِرَةِ أَعْمَى وَ أَضَلُّ سَبِيلاً ) (٢) ولو لم يكن كذلك لما قال : فهو شرّ محض لا خير فيه ، وخلق مثل هذا ليس من فعل الحكيم العادل (٣) ،
__________________
(١) الشارح هو العلامة المجلسي في بحار الأنوار ٥٢ : ٩٣ .
(٢) سورة الإسراء ١٧ : ٧٢ .
(٣) منهاج السنّة ٤ : ٩٠ .