انتهى .
مع أنّه هو الحافظ لأهل الأرض من البلاء ، وهو حافظ الدين من تحريف الضالّين وانتحال المبطلين من حيث لا يعلم الناس ، و به يدفع العذاب العام عن أهل الأرض ، وهو مع ذلك قد أعطاه اللَّه إغاثة الملهوفين ، و إجابة المضطرّين ، و إعانة المكروبين إذا توسّلوا به وتمسّكوا بعروته عند الحوائج الدينيّة والدنيويّة وعند الشدّة والكربة والبلاء .
فقد أخرج عبد الرحمن النور الجامي في رسالته مناسك الحجّ والشيخ عبد الحقّ الدهلوي الحنفي الحافظ المعروف في كتابه جذب القلوب تاريخ المدينة الطيّبة عن كتاب فصل الخطاب لمحمّد پارسا البخاري قال : قيل للإمام الرضا عليهالسلام : علّمني قولاً بليغاً كاملاً إذا زرت واحداً منكم ، فعلّمه الرضا قال : « قل : السلام عليكم يا أهل بيت الرسالة ، ومختلف الملائكة ، ومهبط الوحي ، وخزّان العلم ، ومنتهى الحلم ، ومعدن الرحمة ، واُصول الكرم ، وقادة الأمم ، وعناصر الأبرار ، ودعائم الأخيار ، وأبواب الإيمان ، واُمناء الرحمن ، وسلالة خاتم الأنبياء ، وعترة صفوة المرسلين ، ورحمة اللَّه وبركاته ، السلام على أئمّة الهدى ، ومصابيح الدجى ، وأعلام التقى ، وذوي الحجى والنهى ، ورحمة اللَّه و بركاته ، السلام على محال معرفة اللَّه ، ومساكن بركة اللَّه ، ومعادن حكمة اللَّه ، وحفظة سرّ اللَّه ، وحملة كتاب اللَّه ، وورثة رسول اللَّه » (١) إلى آخره .
وابن تيميّة يصفه بالشرّ ، نعوذ باللَّه من العمى والضلال والكفر والإلحاد في آل محمّد ، إلى هذه الدرجة التى ارتقاها ابن تيميّة المحروم ،
__________________
(١) فصل الخطاب ( مخطوط ) ، جذب القلوب إلى ديار المحبوب : ١٧٢ .