فإنّه بهذا الكلام صار من أشدّ الناصبة ، وأعظم المشنّعين المنتقصين لأهل البيت ، فهو كفر بالاتّفاق كما عرفت .
ثمّ قال المحروم : وإذا قالوا : إنّ الناس بسبب ظلمهم احتجب عنهم .
قيل أوّلاً : الظلم كان في زمن آبائه ولم يحتجبوا .
وقيل ثانياً : المؤمنون به طبقوا الأرض فهلّا اجتمع بهم في بعض الأوقات أو أرسل إليهم رسولاً يعلّمهم شيئاً من العلم والدين (١) .
أقول : أمّا الجواب عن أوّله فبالفرق الواضح بينه وبين آبائه ، فإنّه الذي شاع حديث تملّكه ودولته وظهوره على كافة الممالك والعباد والبلاد بخلاف آبائه لم يحتمل في أحدهم ذلك ، بل كلّهم كانوا يخبرون عنه بأنّه الذي يكون صاحب الزمان ، ولذا لمّا مات أبوه أخذوا في الفحص عنه ، وفي ذلك حكايات وكرامات له مذكورة في كتب أهل السنّة والشيعة فراجع من كتب السنّة كفصل الخطاب لخواجه محمّد پارسا (٢) ، وشواهد النبوة للنور الجامي (٣) ، والفصول المهمّة للشيخ ابن الصبّاغ المالكي (٤) ، وكتاب البيان للكنجي الشافعي (٥) ، ونور الأبصار للشيخ الشبلنجي (٦) ، والإتحاف بحبّ الأشراف لمحمّد بن عامر الشبراوي (٧) ، وأمثالها ، وأمّا كتب الشيعة
__________________
(١) منهاج السنّة ٤ : ٩٠ .
(٢) فصل الخطاب ( مخطوط ) .
(٣) شواهد النبوّة : ٢٥٨ ـ ٢٦٣ .
(٤) الفصول المهمّة في معرفة الأئمة : ٢٩٠ .
(٥) البيان الملحق بكتاب كفاية الطالب : ٥٢١ . والبيان الملحق بكتاب إلزام الناصب للحائري ٢ : ٢٤٠ .
(٦) نور الأبصار في مناقب آل النبيّ المختار : ١٨٥ .
(٧) الإتحاف بحبّ الأشراف : ١٧٩ .