لذلك باب ستره صلىاللهعليهوآله بالحجاب عن عين عوراء بنت الحرب ، وأخرج الحديث بذلك من عدّة وجوه (١) فراجعه حتّى تعرف عناية اللَّه بأوليائه محمّد وعترته ، ولا تفوّه بما قلت يابن تيميّة ، لا يأوي المهدي إلى أهل الضلال وقد حرمك اللَّه من ولايته ونور طلعته .
وقد رووا بأسانيد متعدّدة عن إبراهيم بن مهزيار أنّه وصل إلى خدمته وتشرّف بلقائه في بعض فلوات الطائف فقال له من جملة كلامه : « إنّ أبي عهد إليّ أن لا اُوطن من الأرض إلّا أخفاها وأقصاها إسراراً لأمري وتحصيناً لمحلّي من مكائد أهل الضلال والمردة من أحداث الاُمم الضوال ، فنبذني إلى عالية الرمال » .
إلى أن قال : « اعلم يا أبا إسحاق إنّه صلوات اللَّه عليه قال : يابني إنّ اللَّه جلّ ثناؤه لم يكن ليخلي أطباق أرضه وأهل الجدّ في طاعته بلا حجّة يستعلي بها و إمام يؤتمّ به و يقتدى بسبيل سننه ومنهاج قصده ، وأرجو يا بنيّ أن تكون أحد من أعدّه اللَّه لنشر الحقّ ووطي الباطل و إعلاء الدين و إطفاء الضلال ، فعليك يا بني بلزوم خوافي الأرض وتتبّع أقاصيها » (٢) الحديث .
ثمّ قال المحروم ابن تيميّة : وقيل رابعاً : فإذا كان هو لا يمكنه أن يذكر شيئاً من العلم والدين لأحد لأجل هذا الخوف لم يكن في وجوده لطف ولا مصلحة ، فكان هذا مناقضاً لما أثبتوه ، بخلاف من اُرسل من الأنبياء وكُذِّبَ فإنّه بلّغ الرسالة وحصل لمن آمن به من اللطف والمصلحة ما
__________________
(١) الخصائص الكبرى ١ : ٢١٣ ، وراجع أيضاً مجمع الزوائد ٧ : ١٤٤ ، سبل الهدى والرشاد ١٠ : ٢٥٦ ، سيرة ابن هشام ١ : ٣٨١ ، الخرائج والجرائح للراوندي ٢ : ٧٧٥ .
(٢) كمال الدين وتمام النعمة : ٤٤٨ ، مدينة المعاجز للبحراني ٨ : ١٩٦ ، بحار الأنوار ٥٢ : ٣٥ / ٣٨ .