وغيرها ، ولم أقبل منها شيئاً .. لما يأتي من أنّي كنت مقيّداً في صيغة النذر بعدم قبول شيء من أحد حفظاً لشؤون الشيخ قدّس سرّه والشرع الشريف.
ومجموع ما اُتينا به ورددته من الهدايا تجاوز مائة ألف تومان ، وأتانا في خراسان من مقلّديه قدّس سرّه في سائر بلاد الترك حقوق تبلغ أربعة آلاف تومان قسّمناها على العلماء وأهل المدارس الثمان عشرة ، ولم نخرج من خراسان فلساً واحداً منها ، وكانت عمدة أشغالنا في هذا السفر كتابة أجوبة الإستفتاءات ، وكم سهرت لذلك ليالي ـ كليلة خروجنا من كرمانشاهان ، وإحدى عشر [ة] ليلة متفرّقة في خراسان غير الأيام وسائر الليالي ـ الّتي كنت أكتب فيها إلى نصف الليل ، ولو كنا مستنسخين لتلك الاستفتاءات لكانت كتباً كبيرة حاوية لجميع أبواب الفقه ، لكن فاتنا ذلك.
وقد أتانا في بلدة الشاهزاده عبدالعظيم كثير من أهل طهران وكافة علمائها (١) ، وأتانا الوزير الثاني أيضاً يوم ورودنا ، واجتمع معي في مكان مخلّى وقدّم مقدّمات يريد بها جلبنا إلى طهران لملاقاة سلطان إيران فأبيت ، وطال بيننا الكلام وأكثرت عليه العتاب في تركهم لحفظ حدود الشرع والالتزام به كما هو حقه .. وأبيت من الرواح ، فرجع خائباً ، وبنينا على الحركة في نصف الليل ، ثمّ استخرت الله تعالى في ذلك فلم يساعد ، فبقينا يومنا فلمّا أصبحنا جاء الوزير الأوّل فلم نعتن به لكشف صورته المنكرة عن عدم انقياده للشرع على ما ينبغي ، ثمّ أتانا ابن السلطان ، ثمّ أتانا الوزير الثاني أيضاً يخبرني عن بناء السلطان على التشرف إلى زيارة الشيخ قدّس سرّه ، فاشترطت عليه أن لا يتوقع المضي إليه بعد مجيئه فأبى .. ثمّ رضي بعد اليأس ، وطلب منّا البقاء يوماً آخر فأبيت.
__________________
(١) الظاهر : علماؤها كافة .. إذ لا تضاف كافة.