كربلاء ، ومكث فيها ما يقرب من سنتين لتهيئة أموره (١) ، فرزقه الله تعالى والدي قدّس سرّه فجلبه مع جدّتي وعمّتي إلى كربلاء ..
وكان يصلّي ليلاً جماعة في الإيوان الشـريف الحسينـي عليه السلام ونهاراً في مسجد صغير قد صار عند بناء البلدة الجديدة جزءاً منه سوقاً وطريقاً ، وجزءاً آخر دكاكين وداراً ، وهو في قبـال دارنا الواقعـة في محلّة باب النجف من محلاّت كربلاء المعلّى الّتي وقفها ـ على جدّي المبرور قدّس سرّه والذكور من ذريته بطناً بعد بطن ـ المرحوم المبرور الحاج محمّد حسين الإسفراني (*) ، وحدودها المميّزة لها ـ على ما يسطر ـ القبلة الشارع العام ، وعكس القبلة خان الهيثمي ، والشرق دار العلويّة بنت السيّد أبي الحسن [الكرمانشاهي] ـ الّتي هي الآن صارت علوة ـ (**) والغرب علوة الحاج عليّ.
وقد صنّف الجدّ قدّس سرّه رسالة عمليّة ، وقلّده جمع من أهل تبريز وأهل طرفنا ـ على ما أخبرني والدي به ، نوّر الله مضجعه ـ في شريعة الكوفة في الليلة الثامنة عشرة من شهر صفر سنة ألف وثلاثمائة وتسع عشرة.
وقد كان قدّس سرّه من أصدقاء الشيخ صاحب الفصول (٢) ، والشيخ الجليل
__________________
ـ وقال السيّد محسن الأمين في أعيان الشيعة ٥/١٥٠ : .. بلدة صغيرة جنوب تبريز بينهما نحو خمسة فراسخ ، كما وقد عدّها في الأعيان ١/٢٠٨ في مقام ذكر البلدان والمدن والأقطار الّتي وجدت فيها الشيعة بكثرة ، قال : مامقان : مدينة في بلاد الترك أهلها شيعة.
واُنظر : لغت نامه دهخدا ٤٥/١١٤٨ ، فرهنگ جغرافيائى ايران ، الجزء الرابع.
(١) هنا زيادة جاءت في التنقيح : .. ولمضي زمان تسقط عنه وصـيّة استاذه بفصلها.
(*) منسوب إلى إسفران ، قرية من قرى تبريز. [منه (قدّس سرّه)].
(**) العَلْوة : في عرف زماننا ، أي الدكان الكبير الّذي يباع فيه الطعام [منه (قدّس سرّه)] هذه حاشية جاءت على تنقيح المقال.
(٢) صاحب الفصول ، الشيخ محمّد حسين بن عبدالرحيم [محمّدرحيم] الإصفهاني ـ