١٥ ـ السيّد محمّد عليّ القاضي الطباطبائي :
العالم الرباني آية الله الشيخ محمّد حسن المامقاني .. كان من أكابر مراجع الأماميّة في الأقطار والبلاد الإسلامية ، وقد كان قدّس سرّه من الشهرة في مقاماته العلميّة والفقهيّة وجلالته ورئاسته وزعامته ووثاقته وعدالته .. ممّا يعجز أمثالي من الاحاطة به .. إلاّ إنّا ـ بنحو الاشارة ـ نقول : إنّ في عصرنا الحاضر تعدّ حالاته الروحية ، وأخلاقه الدينية ، وسلوكه العملي و .. مضرب المثل بين الناس حيث كان كلّ فعاله مثالاً للعبودية الحقّة ، ومسلّمة عند الوضيع والشريف ، والشاب والكهل ، والغريب والقريب .. والكلّ يقرّ له بذلك ويراه الناس الرئيس والزعيم الروحي الكامل والنائب الحقيقي للإمام عليه السلام .. ممّا تبعث سماع أخلاقه الروحية وحالاته العملية ـ الّتي تخلو من كلّ تكلّف وتصنع ـ الوجد والسرور في الاسماع ، ويترقب أن يكون كلّ ذلك نموذجاً حيّاً لمن بعده ، وأن يتبعه من يله .. إذ كان ـ بحقّ ـ عالماً ربانياً ، وفقيهاً مخالفاً لهواه وحافظاً لدينه .. ولم يصرف في شؤون رئاسته وتثبيت مركزه درهماً ولا ديناراً .. بل اجمعوا على أنّه لم تغيّره الرئاسة قط .. حتّى في