كلّ منهما إذا انتقل إلى وطن الآخر للزيارة ينزل عند صاحبه ، فكان الجدّ قدّس سرّه عند تشرّفه إلى زيارة أمير المؤمنين عليه السلام ينزل في دار الشيخ خضر المتصلة بمقبرته المعروفة ، وكان الشيخ [خضر] قدّس سرّه حيثما تشرّف إلى كربلاء ينزل عند الجدّ قدّس سرّه (١).
ثمّ إنّه لمّا عمَّ بلاء الطاعون (٢) العراق مرّتين بفاصلة ستّة أشهر توفّت (٣) جدّتي في الأوّل وجدّي في الثاني رحمهما الله تعالى ، وبقي الوالد قدّس سرّه يتيما ً(٤).
__________________
ـ اُنظر عنه : الكرام البررة ٢/٤٩٣ ، ماضي النجف وحاضرها ٢/٢٦٤ ، معارف الرجال ١/٢٩٥ ، معجم المؤلّفين ٤/١٠٠ ، مكارم الآثار ٥/١٠٠٦ و .. غيرها.
(١) يقول الشيخ محمّد حرز الدين في معارف الرجال ٢/١٤ : .. وعاصر الشيخ محمّد حسين الإصفهاني صاحب الفصول المتوفّى سنة ١٢٨٥ هـ ، والمقدّس الشيخ خضر بن شلاّل العفكاوي النجفي المتوفّى سنة ١٢٥٥ ، وكان بينهم أخاء صادق وتزاور ، حيث إنّ هؤلاء العلماء إذ قدموا النجف لزيارة مرقد أمير المؤمنين عليه السلام حلّوا ضيوفاً على الشيخ خضر وبالعكس إنّ الشيخ خضراً يحلّ عندهم ضيفاً ، هكذاروى معاصروناالأجلاّء.
وترجمه الشيخ جعفر آل محبوبة في كتابه ماضي النجف وحاضرها ٣/٢٨٥ برقم ٤ ، آخذاً ممّا ذكر هنا ملخّصاً.
(٢) حدث طاعون جارف في كربلاء ـ بل عموم العراق وإيران ـ مرّتين بين سنتي : ١٢٤٥ ـ ١٢٤٦ بفاصلة ستّة أشهر ، ذهب ضحيته جمع كبير من العلماء الأعلام منهم شريف العلماء الآملي ، والشيخ محمّد عليّ النجفي ، والحاج ملا أحمد المراغي ، والشيخ عبد الله المامقاني الكبير ، والسيّد محمّد باقر القزويني ، والشيخ جعفر آل محيي الدين ، والشيخ خلف الكربلائي ، والسيّد عبدالغفور اليزدي ، والسيّد كاظم الكاظميني .. وغيرهم قدّس الله أسرارهم.
(٣) الأُولى : تُوفِّيت.
(٤) وأضاف في تنقيح المقال هنا : وقد دفن الجدّ في محلّ سجادته [يعني مصلاه ومحل إمامته للجماعة] عند الإمامة في الإيوان الشريف ، وهو إلى جنب الاسطوانة الثانية من طرف الشرق ، ودفنت جدّتي محاذية لها في الصحن الشريف.