فاستخبروا حال الوالد قدّس سرّه إلى أن عثروا به ، وألحّوا عليه بالمضيّ إلى مامقان فامتنع ، فالتجؤوا إلى صاحب الجواهر قدّس سرّه شفقة على الوالد قدّس سرّه وخوفاً عليه من اغتشاش العراق ، فلمّا فهم صاحب الجواهر قدّس سرّه أنّ الوالد قدّس سرّه ابن المرحوم المولى عبدالله أثنى على الجدّ وبيّن للزوّار بعض مراتبه ، واشتاق إلى لقاء الوالد قدّس سرّه وأتى إلى حجرته وألزمه بالانتقال مع الزوّار ـ حيث كان شاباً غريباً ، وكانت [كذا] العراق يومئذ مخطورة ـ فامتثل للأمر المطـاع ، وانتقل معهم إلى تبريز في التأريخ المذكور (١).
وقد ورّث من أبيه قرب الخمسمائة مجلّد كتباً نفيسة فاستودعها عند شخص ، فمات الأمين قبل رجوع الوالد طاب ثراه وتلفت الكتب ولم يصله منها شيء ، ولم يأخذ معه إلى تبريز إلاّ شرح اللمعة الدمشقية والفوائد الحائريّة اللّذين هما بخطّ الجدّ قدّس سرّه على ما مرّ ، وهما الآن عندي نقلهما إليّ
__________________
ـ ١٢٥٥ ، قال : .. جاء كثير من أهالي تبريز للزيارة ، وقد سمعوا بواقعة نجيب باشا الدامية .. إلى آخره ، إلاّ أنّ شيخنا الطهراني في نقباء البشر ١/٤٠٩ قال : .. فواصل دراسته إلى ١٢٥٨ حيث أخذه زوار أهل بلاده معهم فقضى زمناً ..
(١) قال في معارف الرجال ١/٢٤٤ : .. وسمعنا من البعض أنّ الشيخ ارتحل من كربلاء إلى النجف أيام رئاسة صاحب الجواهر المتوفّى سنة ١٢٦٦ ، وسافر إلى تبريز بالتماس من رئيس الإماميّة يومئذ الشيخ صاحب الجواهر ، حيث إنّ جماعة من وجوه أهل تبريز قدموا النجف زائرين وطلبوا من المرجع الأعلى أن يلزم الشيخ حسناً بالذهاب معهم ليكون لهم إماماً ومرشداً إلى طريق الحق ، وسافر أيضاً من هناك إلى قفقاز وعاد إلى النجف حدود سنة سبعين بعد المائتين والألف هجرية بعد وفاة صاحب الجواهر.
أقول : عبارة الجدّ طاب ثراه هنا صريحة في ما سلف منّا من عدم تتلمذ والده قدّس سرّه على صاحب الجواهر ، فتدبّر.