الحسنة إلى حوزة المرحوم الشيخ عبدالكريم الحائري في قم المقدّسة (١).
وكان رحمه الله من البكّائين جدّاً ، بل كانت تأتيه الهيئات الحسينية صباح عاشوراء وبعض أيام محرم أو الوفيات لتعزيته ، وتقوم بإجراء مراسم العزاء واللطم والتطبير في حضوره ، وكان يباشر ذلك أحياناً بنفسه فيأتيه البعض متبرّكاً .. وهو على كلّ كان من المحبّذين لها والمشجّعين عليها ، والمرتئين ضرورة إحيائها بالشكل المتّبع بين الناس ، فكان أن أسفرت هذه المساجلات بانتصار الحقّ وحزبه حينذاك.
.. ولولا مواقف أمثال الشيخ الجدّ وشريك درسه وجهاده الشيخ محمّد جواد البلاغي والشيخ الجزائري وغيرهم طاب ثراهم وتقدّست أسماؤهم في الوقوف أمام أعداء الشعائر الحسينية والمجالس العزائية لما وجدت في يومك هذا بقية باقية ..
فهم رحمهم الله قد التزموا بها عملاً ، ودافعوا ـ بأقلامهم وأجسادهم طيب الله رموسهم ـ عنها .. فقد قاوموا حملات التبشير بكلّ ما أوتوا من حول وقوة ، ونقد خصومهم ومحاربة أعداء أهل البيت عليهم السلام بلا هوادة ،
__________________
(١) عندما تشرّف لزيارة الإمام الرضا عليه أفضل الصلاة والسلام في سفرته الثانية الّتي حدّثنا عنها في آخر كتابه هذا ، فعند تشرفه إلى زيارة السيّدة فاطمة المعصومة عليها السلام استقبله علماء قم ، وكان زعيم الحوزة العلميّة المقدّسة آنذاك المرحوم الشيخ عبدالكريم الحائري اليزدي رحمه الله وقدّم صلاة جماعته للشيخ الجدّ ، وقيل درسه ، فأوصى الشيخ الجدّ بأ نّك زعيم الحوزة ، وينبغي قبل أن تشرع في التدريس كلّ يوم أن تعظ الطلاب بحديث أخلاقي تربوي وترسل من يقرأ شيء من المصيبة ، فاستجاب الشيخ الحائري طاب ثراه لذلك .. ومن يومها كان يَرْقى من يقرأ التعزية قبل الدرس بضع دقائق ، ثمّ يشرع الشيخ الحائري رحمه الله بالدرس .. هكذا حدثني أكثر من واحد.