مؤرخة أنّه كان بعد رجوعه إلى تبريز مقيماً بها في شهر جمادى الثانية من سنة ألف ومائتين وتسع وستّين ، ولازم الجمع بين التاريخين أنّه بقي في تبريز بعد رجوعه من قفقاز أزيد من سنة (١).
وقد نقل قدّس سرّه لي أنّه بعد رجوعه من سفر قفقاز اشتدّ شوقه إلى العراق ، وأ نّه في أيام الجمعة كان يمضي إلى المقابر فيجلس عند بعض بناءات القبور المشابهة لبناء بعض قبور النجف الأشرف ويبكي شوقاً إلى هذا المشهد الشريف.
وكان جالساً في بعض الأيام في حجرته بالمدرسة فورد إليه من التجّار مَن لم يكن بينهما سابقة ، فسأل قدّس سرّه عن سبب عدم انتقاله إلى الأعتاب المقدّسة لتكميل الاشتغال ، فسكت قدّس سرّه ، وأصرّ ذلك الرجل إلى أن أحرز أنّ سببه الدين وفقد مصرف الطريق ، فمضى وأتى بمقدار عيّنه هو قدّس سرّه ـ ولا أذكره الآن ـ والتمسه أن يوفّي دينه ويتوجّه إلى العراق ، فوفّى منها دينه وتوجّه بالباقي إلى العراق بانياً على بيع كتبه المؤمّنة في كربلاء ـ المتقدّم إليها
__________________
(١) أقول : ومن أساتذته قدّس سرّه الّذين حضر عليهم في تبريز : المرحوم الشيخ عبد الرحيم البروجردي المتوفّى سنة ١٢٧٧ هـ ، عالم كبير وفقيه جليل.
كان من مشاهير علماء طهران ورجال العلم الأفاضل فيها ، تتلمذ على جمع ، منهم : صاحب الفصول ، وولدا الشيخ جعفر كاشف الغطاء ـ الشيخ عليّ والشيخ موسى ـ وصاحب الجواهر وآخرون.
درس عنده جمع من الأعلام منهم الشيخ المامقاني أيام وجوده في تبريز ، وكتب له في تقرير بحثه في الصوم مقدار أجزاء ، وقد فرغ من كتابتها في عاشر شهر رمضان من سنة ١٢٦٣ هـ ، وقد كانت ضمن مجموعة بخطّه عند الشيخ عبد الله المامقاني ، هذا ما ذكره شيخنا الطهراني في الكرام البررة.
توفّي في السادس عشر من شهر رمضان من سنة ١٢٧٧ هـ.
اُنظر : الكرام البررة ٢/٧٢٤ ، خاتمة المستدرك ٣/٨٧٧ [الطبعة الحجريّة] الطبعة المحقّقة ٩/٣٤٢.