لصدّقني المطّلعون وزعم غير العالمين بحقيقة الحال أنّي افتقرت بالعراق وجئت أدعي على عمّي ، فغصب عمّه الأملاك .. ومن عدم يمن (١) الحرام آل أمره بعد ذلك إلى خروجها من يده ووقوعها في يد الأجانب ، والآن هي أملاك لغيرنا لفقد أوراقنا وتلفها في وقعة نجيب باشا بكربلاء.
ومنها : إنّه كانت في مامقان امرأة جميلة تملك ألف تومان في ذلك الزمان! لكنها كانت ثيبة ، فأتت قبيلتها إليه قدّس سرّه من قبلها ملتمسين منه قدّس سرّه أن يتزوج بها فأبى ، وقال : إنّي لا أتزوج بذات مال خوفاً من أن تفتخر عليّ يوماً بمالها.
ومنها : إنّ ملك تجار آذربايجان المرحوم المبرور الحاج محمّد كاظم رضوان الله عليه كان قد سمع أنّ الشيخ الوالد قدّس سرّه لا يقبل الوصاية إن اطّلع ، فأوصى إليه خفية وأشهد عليها ، فلمّا انتقل إلى رحمة الله تعالى أتوا بورقة وصيّـته فالتجأ الوالد قدّس سرّه شرعاً إلى إنفاذ الوصيّة ، وقد أوصى للوالد نفسه قدّس سرّه بدار كانت مبيعة منه بيع الخيار بألفين وثمانمائة قران ، وكان زمان الخيار منقضياً والبيع لازماً والموصي قد ملكها لذلك فملّكها في وصيّـته من الوالد قدّس سرّه ، فأتت البائعة والتمسته أن يأخذ الثمن المذكور ويرفع اليد عن الدار ببيع جديد .. فقبل قدّس سرّه ، وقيل له في ذلك أن : لا مسكن لعيالك والدار تسوي (٢) بعشرة آلاف قران وهي شرعاً ملكك
__________________
(١) بمعنى عدم بركته وشؤومه ، إذ هناك روايات مضمونها أن ما يصل من الحرام يصرف في الحرام .. هذا هو الأثر الوضعي له فضلاً عن ماله من عقاب أخروي .. ولا يفرق فيه بين العلم وعدمه وضعاً لا تكليفاً.
(٢) كذا ، بمعنى تُثمّن أو تقدر ..