إلى المشتغل التركي.
وقال : أعطيت هذا لأ نّه كان من أمتي وخدام شرعي ، وأشار إلى المشتغلين العربي والفارسي ، وقال : لِمَ لَمْ تعط هذين؟! ألم يكونا من أمتي وخدام شرعي؟! فماذا أجيب؟ علِّموني جواباً صحيحاً حتّى أفعل ما تأمروني به وأنا ممنون. فقالوا : إنّ معاصريك من علماء الفرس والعرب يخصون بما بأيديهم أهل صقعهم ولسانهم فافعل أنت مثلهم ، فقال لهم : لعلّهم فهموا لهذا السؤال جواباً وأنا لا أفهمه ، تأمروني أصير خلفهم يوم القيامة فأجيب بما يجيبون ، ولعلّي أتيت قبلهم فبماذا أجيب؟ أو لعلّ جوابهم لم يقبل فماذا أفعل؟ تأمروني أنّي ـ مع عدم صرفي للحقوق على نفسي وعيالي ـ أعذّب يوم القيامة ، إنّ هذا سفه عظيم ، ولكن لكم المهلة فمتى أتيتموني بجواب امتثلت أمركم وأتيت بمأمولكم .. فرجعوا خائبين.
ولقد كان المشتغلون والسادة مستريحين في حياته قدّس سرّه ، وكانوا إذا احتاجوا شيئاً راجعوه وأخذوا ذلك أو استقرضوا وجعلوا الوعدة (١) أيام تقسيمه قدّس سرّه ، وكان وجوده سبب اعتبار السادات والطلاب والفقراء ; بحيث كان الناس يقرضوهم (٢) بلحاظ أنّه متى طالبوه أخبر الشيخ قدّس سرّه فوفّى عنه.
وبالجملة ; فلا يسع هذا المختصر شرح حاله قدّس سرّه على ما ينبغي ، وفيـما سطرناه كفاية لمـن له أدنى دراية .. ومن لا دراية له فلا تفيه ألف حكاية.
__________________
(١) بمعنى : الموعد.
(٢) كذا ، والظاهر : يقرضونهم.