وقد أجمع كثير من طلبة الترك ـ وفيهم جمع من أصحابه قدّس سرّه ـ على أن يعيّن للتُرك من الحقوق ما يكفيهم ، فإن زاد صرف الزائد في غيرهم وإلاّ فلا ، فأتوا إليّ وأرادوا أن يرسلوني لبيان مرادهم ، فأبيت وأخذت الكاملين منهم إليه قدّس سرّه فبيّنوا له مرادهم ، وقالوا له ـ في جملة ما قالوا ـ : إنّ اغلب ما يجلب إليك أو كلّه إنّما يجلب من بلاد الترك ; فلا وجه لتسويتك بين الترك والفرس والعرب والهندي والسندي وغيرهم ، بل عليك أن تكفي الترك ، فإن زاد صرفته في غيرهم وإلاّ فلا ، فأطرق قدّس سرّه يسيراً ثمّ رفع رأسه .. وقال لهم : كلامكم متين أعمل به إن علّمتوني جواب سؤال يورد عليّ يوم القيامة ، وذلك أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ حال كونه جالساً على منبر الوسيلة يوم القيامة ـ لو أحضر سيّداً تركياً ، وسيّداً فارسياً ، وسيّداً عربياً ، ومشتغلا تركياً ، ومشتغلا فارسياً ، ومشتغلا عربياً ، وقال لي : يا محمّد حسن المامقاني! ما مقدار ما قبضت في عمرك من الحقوق؟ فقلت : يا سيدي! لا أدري ، فقال لي : أنا أدري .. وبيّن لي مقادير كلّ من الحقوق الّتي قبضتها في عمري ، ثمّ أشار إلى السيّد التركي وقال : أعطيت هذا لأ نّه كان ولدي ، وأشار إلى السيّدين الفارسي والعربي وقال : لِمَ لَمْ تعط هذين؟! ألم يكونا من أولادي؟! وأشار
__________________
ـ في دار وقف في النجف حيث سكنها مدّة أوائل تحصيله ، ما ترجمته ـ صفحة : ٣١٥ ـ ٣١٦ [الطبعة الثانية ـ أمير كبير] لم تمرّ الأيام على جلوسي في تلك الدار إلاّ ودخل مقسم الشيخ حسن الممقاني [كذا] ودفع لكلّ واحد من الطلبة مجيديين ، وأعطاني أيضاً وذهب ، وتعجبت جدّاً حيث كنت قد سمعت سابقاً أنّ تثبيت اسم طلبة فقير في سجلات دفاتر الشيخ الممقاني يحتاج إلى مساعي وإقامة شهود ، لذا سألت من معي من طلاب تلك المدرسة عن ذلك وما سمعته وأرى الآن خلافه ، فقالوا : لقد بني أساس هذه الدار عند الشيخ الممقاني على أنّ أهله يدخلون الجنة بغير حساب!! لذا يعطيهم الأموال!!. ولعلّ التثبت في قبول الأفراد في المنزل يكفي ، وعليه فلا حاجة إلى التحقيق بعد ذلك عند دفع الراتب لهم.