ويظهر من كتب السير وغيرها (١) فضله وجلالته وعلوّ (٢) رتبته.
ذكر في مجالس المؤمنين شطرا من مقاماته مع المخالفين ومناظراته مع أعداء الدين ، منها :
أنّه سمع أبا حنيفة يقول : إنّ جعفر بن محمّد ـ عليهالسلام ـ يقول بثلاثة أشياء لا أرتضيها.
يقول : إنّ (٣) الشيطان يعذّب بالنار ، كيف وهو من النار!؟
ويقول : إنّ الله لا يرى ولا تصحّ عليه الرؤية ، وكيف لا تصحّ الرؤية على موجود!؟
ويقول : إنّ العبد هو الفاعل لفعله ، والنصوص بخلافه.
فأخذ البهلول حجرا وضربه به فأوجعه ، فذهب أبو حنيفة إلى هارون ، واستحضروا البهلول ووبّخوه على ذلك.
فقال لأبي حنيفة : أرني الوجع الذي تدّعيه وإلاّ فأنت كاذب ، وأيضا فأنت من تراب كيف تألمت من تراب!؟ ثمّ ما الذي أذنبته إليك والفاعل ليس هو العبد بل الله. فسكت أبو حنيفة وقام خجلا.
ونقل عن كتاب الإيضاح لمحمّد بن جرير بن رستم الطبري أنّ البهلول قال لعمر بن عطاء العدوي في مجلس محمّد بن سليمان العبّاسي ابن عم الرشيد : لم سمّى جدّك عمر أبا بكر صدّيقا ، ألم يكن في زمانه سواه صدّيق؟ قال : لا.
قال : كذبت وخالفت قول الله : ( وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ أُولئِكَ
__________________
(١) وغيرها ، لم ترد في نسخة « م ».
(٢) في نسخة « ش » : وحسن.
(٣) إنّ ، لم ترد في نسخة « م ».