هُمُ الصِّدِّيقُونَ ) (١) ، وحديث رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : إذا فعلت الخير كنت صدّيقا.
قال العدوي : سمّوه صدّيقا لأنّه أوّل من صدّق رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
قال : مع أنّ ذلك ممنوع التخصيص ، خطأ في اللغة ، ومخالفة للآية.
فغالطه العدوي وقال : قل لي من إمامك يا بهلول؟
قال : إمامي (٢) من سبّح في كفّه الحصى ، وكلّمه الذئب إذ عوى ، وردّت له الشمس بين الملإ ، وأوجب الرسول ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ على الخلق له الولا ، فتكاملت فيه الخيرات ، وتنزّه عن الخلق الدنيّات ، فذلك إمامي وإمام البريّات.
فقال العدوي : ويلك أليس هارون إمامك!؟
قال : بل الويل لك ، حيث لم تر أمير المؤمنين لهذه المحامد أهلا! وما إخالك إلاّ عدوّا له ، تظهر طاعته ، وتضمر مخالفته ، ولئن بلغه مقالك ليؤدّبنّك.
فضحك العبّاسي وأمر بإخراج العدوي ، وقال لبهلول : ما الفضل إلاّ فيك ، وما العقل إلاّ من عندك ، والمجنون من سمّاك مجنونا.
أخبرني عليّ أفضل أو أبو بكر؟
قال : أصلح الله الأمير إنّ عليا من النبيّ ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ كالشيء من الشيء والصنو من الصنو كالفصل من الذراع (٣) ، وأبو بكر ليس
__________________
(١) الحديد آية ١٩.
(٢) إمامي ، لم ترد في نسخة « م ».
(٣) في المصدر : إنّ عليّا من النبيّ كالضوء من الضوء وكالعضد عن الذراع.