مقدار ما يثبت بدليل الحجّية :
قوله ص ٧٠ س ٩ وكلما كان الطريق ... الخ :
في هذا المبحث يراد التعرّض للأصل المثبت الذي قال المشهور بعدم حجّيته خلافا للامارة المثبتة حيث قيل بحجّيتها.
وقبل توضيح ما افاده السيد الشهيد قدسسره نوضح عن طريق المثال المقصود من المصطلحين المذكورين.
لو فرض ان لانسان ولدا صغيرا سافر عنه وانقطعت عنه اخباره وكان قد نذر التصدق على الفقير متى ما نبتت لحيته ، فاذا مضت فترة عشرين سنة مثلا وشك في بقاء حياته وبالتالي في نبات لحيته فهل يوجد طريق لاثبات نبات لحيته وبالتالي اثبات وجود التصدق؟
قد يجاب بالايجاب وان الطريق لذلك هو استصحاب حياته فانه بذلك تثبت الحياة ، وببقائها يثبت نبات اللحية لعدم انفكاك بقاء الحياة الى عشرين سنة عن نبات اللحية ، ان مثل هذا الاستصحاب يعبّر عنه بالاستصحاب او الاصل المثبت اي اريد به اثبات اللوازم غير الشرعية للحياة ، فان نبات اللحية ليس اثرا شرعيا للحياة وانما الاثر الشرعي لها هو استحقاقه الارث لو مات بعض اقاربه.
والمعروف بين الاصوليين عدم حجّيته (١). اي لا يمكن باستصحاب الحياة اثبات
__________________
(١) قد يبدو للطالب التنافي بين عدم حجّية الاصل المثبت وبين كونه مثبتا ، فان المناسب ـ