الاحاديث ما مضمونه : يؤتى بالعبد يوم القيامة فيقال له هلاّ عملت فيقول لم اعلم ، فيقال هلاّ تعلّمت (١). ان هذا الحديث يدل بصراحة على ثبوت الاحكام في حق الجاهل ايضا والاّ لم يكن للتوبيخ والعقاب معنى.
ب ـ ان نفس الادلة الاولية ـ كدليل وجوب الصوم والصلاة وو ... ـ تكفي لاثبات التعميم فانها مطلقة ولم تقيد بالعالم.
ومقتضى هذين الوجهين ثبوت الاشتراك الاّ اذا قام دليل خاص على الاختصاص كما في الجهر بدل الاخفات وبالعكس او الاتمام بدل القصر.
ج ـ تقدم في الحلقة الثانية ص ٢٦١ ان من المستحيل اختصاص الحكم بالعالم للزوم محذور الدور ، فان الحكم اذا كان ثابتا لخصوص العالم كان معنى ذلك توقف الحكم على العلم بالحكم مع ان من الواضح توقف العلم بالحكم على ثبوت نفس الحكم ـ فان العلم بالشيء موقوف على ثبوت ذلك الشيء ـ ونتيجة هذا توقف ثبوت الحكم على ثبوت الحكم. وقد مرّ في الحلقة السابقة اشكال وجواب على هذا الدور.
كيف نخالف الوجدان؟
قد يقال : ان محذور الدور وان كان وجيها الاّ انا نشعر بالوجدان ان تقييد الحكم بالعلم امر ممكن فمن الوجيه ان يقول المولى لعبده ان اطّلعت على تشريع الوجوب للحج وجب عليك حينذاك الحج. وكيف التوفيق بين هذا الوجدان وبين الدور؟
والجواب : لا بد من التمييز بين صورتين في احداهما يقيّد الحكم الفعلي بالعلم بنفس الحكم الفعلي ، وهذا ما كنا نبحث عنه وقلنا انه غير ممكن لمحذور
__________________
(١) راجع نص الحديث في البحار : ١ / ١٧٧ ح ٥٨.