فانها مشتق نحوي وليس مشتقا اصوليا ، اذ بزوال الناطقية ـ اي الفصل وهو النفس الناطقة ـ تزول الذات وتتبدل الى ذات اخرى.
النسبة بين المشتق النحوي والاصولي.
ومن خلال هذا كله نعرف ان النسبة بين المشتق النحوي والاصولي هي العموم والخصوص من وجه ، فليس كل مشتق اصولي مشتقا نحويا كما انه ليس كل مشتق نحوي مشتقا اصوليا بل بعض المشتق الاصولي مشتق نحوي وبعض المشتق النحوي مشتق اصولي.
الابحاث في المشتق.
وبعد التعرّف على المقصود من المشتق الاصولي نسأل : ما هي ابحاث الاصوليّين في مسألة المشتق؟ والجواب : ان لهم بحثين :
١ ـ وهو البحث المشهور بينهم ، وحاصله ان المشتق هل هو موضوع لخصوص المتلبس بالمبدأ او للاعم منه ومن المنقضي عنه التلبس ، ففي مثال قضاء الحاجة تحت الشجرة المثمرة هل كلمة « مثمرة » موضوعة لخصوص الشجرة المتلبسة بالاثمار بالفعل او للاعم. وهذا البحث بحث لغوي لانه بحث في المعنى اللغوي للمشتق.
٢ ـ بحث جانبي في تحليل معنى المشتق ، فكلمة ضارب مثلا هل تنحل الى ثلاثة اشياء : مبدأ ـ وهو الضرب ـ وذات ونسبة بينهما ـ وبناء عليه يكون معنى المشتق مركبا ـ او لا تنحل الى ذلك بل الذات ليست جزء من المعنى فيكون بسيطا.