سؤال وجواب :
ان الاصل المحرز فرض فيه تنزيل احتمال البقاء منزلة اليقين وقد تقول بناء على هذا اي فرق اذن بين الامارة والاصل المحرز ، ففي الامارة جعلت العلمية وفي الاصل المحرز جعلت العلمية ايضا؟
وقد اجاب الميرزا عن ذلك بان كل قطع له خصوصيتان :
أ ـ كونه كاشفا عن الواقع ومحرزا له.
ب ـ اقتضاؤه السير في مقام العمل على طبقه ، فمن قطع بوجود سبع في مكان معين فكأنه يرى بعينه وجود السبع في ذلك المكان ، وهذه هي الخصوصية الاولى ، وبسبب ذاك يأخذ بالفرار من ذلك المكان ، وهذه هي الخصوصية الثانية ، فللقطع اذن خصوصيتان (١) : الكاشفية والجري العملي.
وباتضاح هذا يقال : ان الامارة والاصل المحرز وان اشتركا في جعل العلمية الاّ ان الامارة جعلت علما من حيث الخصوصية الاولى فهي تكشف عن الواقع وتحرزه تعبدا بيما الاصل المحرز جعل علما من حيث الخصوصية الثانية فيلزم الجري العملي على وفقه ، ولم يجعل علما من حيث الاحراز.
وعبارة الكتاب لمّحت الى ذلك حينما قالت : « في جانبه العملي لا الاحرازي ».
__________________
ـ المحرز لا تترتب على الآخرين؟ ان الفائدة تتجلى في استنباط بعض الاحكام كما يأتي الاشارة الى ذلك في الجزء الثاني من الحلقة ص ١٦ ـ ١٧.
(١) الخصوصيات التي ذكرها الميرزا للقطع اربع ، وانما اقتصرنا على اثنتين منها لعدم الحاجة في المقام لسواهما